السبت , مايو 18 2024 الساعة 22 06
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / مشاريع في زمن النزوح

مشاريع في زمن النزوح

 

كتابات /د. ايمن محمد

لم يكن لدي موقف محدد تجاه الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، كنت أراها وجهًا حكوميا كبقية المكاتب الحكومية القديمة، ومنذ بداية تقليد سيف مثنى لإدارة هذه الوحدة، ظللت ارمق تطور الوحدة التنفيذية الذي بدأ في مبنى مكتبها حيث ان زيارتي الأولى لهذا المكتب وهو في غرفة واحدة انحشرت فيها المكاتب واللقاءت والاجتماعات ،وزيارتي الثانية وهو في كرفانة مصنوعه من الحديد ، وزيارتي الثالثة وهو في مبنى مرموق يمثل الدولة أمام منظمات أممية ودولية ووجهات حكومية ووجاهات وقيادات مجتمعية، كذا لاحظت أحوال النازحين فحياتهم في تطور مع تطور الوحدات السكنية الأكثر ديمومة التي تحفظ للنازح كرامته .. حين أخبرني مثنى في بداية توليه انه يسعى لاستبدال جميع المأوى الطارئ بمأوى أكثر ديمومة كان صوت ما في داخلي يقول: ان هذا محظ من الخيال اقول في نفسي هل يحلم هذا الرجل أم أنه يعيش غير واقعنا الذي نعيشه هل نسى ظروف البلاد الذي لازالت تعيش في المرحلة التأسيسية ام أنه يتناسى لعيش الألم ليواسي نفسه بهذه المشاريع العملاقة في زمن الحرب ، ام انها فتره ويصف جوار المحبطين الذي اعتراهم الإنفعال لينصدموا بواقعهم ، أغلقت على مخيلتي وقلت ربما هذا سلوك شبابي ، وطموح لا يتحقق.

لكنني انبهرت حين شفت هذا الشاب يفتتح كرفانات مقدمه من السلطة المحلية خاصة بالمعاقين في مخيم الجفينه ومن ثم يعلن هذا الرجل افتتاح مباني سكنية للتواصل في العمود ظننت انها محظ صدفة ليعلن بعدها افتتاح مباني سكنية في روضة ذنه في صرواح حينها اعتلاني مزيج من الشك المختلط باليقين هل هذا فعلاً تم وكيف استطاعت الوحدة التنفيذية ان تكون قائد لمثل هذه المشاريع العملاقة ليعلن بعدها افتتاح كرفانات مقدمه من الوكالة الدولية في الجفينه ليعلن بعدها افتتاح مباني سكنية في الجفينة وبتنفيذ بيور هاندز قلت ربما سيتوقف عند هذا فانظر في شاشه التلفاز الى الوحدة التنفيذية لتفتتح شقق في عمارة خاصه بالايتام من النازحين في الروضة ومن ثم تفتح وحدات سكنية متفرقة في المدينة بتنفيذ الCRB بالإضافة الى مجمع الخير السكني في جو النسيم وفي نفس الوقت تدعوا الى انها مستعدة ان تبني لملاك الأرضي من الأرامل النازحات المعيلات للأسر وفعلاً تم هذا انذهلت جدا.

قلت ستتوقف الوحدة فقد انتجت الكثير حينها تعلن الوحدة افتتاح وحدات سكنية جديدة تسمى مدينة عطا السكنية في الجفينة ليتبعها وحدات سكنية جديدة في الوادي تسمى قرية النما 1 بدعم كويت الخير لتنطلق الى وضع حجر الأساس لمباني جديده تسمى النما 2 وتفتتح وحدات سكنية قرية الخليفي السكنية في الوادي ومن ثم تنتقل الى الجفينه وتفتتح وحدات سكنية تسمى بمخيم بيور هاندز 2 أيضاً مع استعدادها لافتتاحات جديده لوحدات سكنية تابعه لقطر الخيرية ولكويت الخير.

ايقنت ان الزمن منح الفرصة لوجه جديد ليحشد لهذه المشاريع العملاقة ويقودها .. لكن هل توقف هذا الشاب عند هذا فقط الجواب لا .. فقد تابعت كهرباء الجفينة والسويدا وجو النسيم وباقي المخيمات وكذا المدارس الذي افتتحت في معظم المخيمات بعضها من الحجر والخرسانة والبعض من الكرفانات والبعض طارئ وكذا الوحدات الصحية وخزانات المياه العملاقة وصيانة المناطق الأثرية ومشاريع اخرى لا استطيع حصرها حالياً فايقنت ان هذه الشخصية شخصية حرة، بلا تأطير سياسي خانق ولا تمترسات مقيدة، لربما يتمكن من إدارة توازن جيد في هذه المرحلة.

ثلاث سنوات كافية كي تتجلى كل هذه المشاريع ، لقد انجز هذا الرجل مع شركاء العمل الإنساني والمنظمات الدولية والمحلية والجمعيات والمؤسسات برفقت فريقه المكتبي والميداني مهمة يستحق الخلود والاحترام لأجلها رغم تعقيد الوضع الإنساني وإعلان المانحين تقليص المساعدات الإنسانية.

 

صنعُ الجميلِ وَفعلُ الخيرِ إِنْ أُثِرا
أبقى وَأَحمد أَعمال الفتى أَثَرا
بَلْ لستُ أَفهم معنى للحياة سوى
عن الضعيفِ وإنقاذ الذي عثرا
والناسُ ما لم يواسوا بعضَهمْ فهمُ
كالسائماتِ وَإِن سمَّيتهمْ بشرا.

شاهد أيضاً

للرئيس “العليمي” في العيد تحية!!

  بقلم “عبدالرحمن جناح هذه تحية خالصة وصادقة وواجبة أقدمها بلا أي تردد لفخامة الرئيس ...