السبت , أبريل 20 2024 الساعة 11 11
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / كيف يستخدم الحوثيون التضليل والدعاية الزائفة لاستقطاب الأطفال إلى المراكز الصيفية؟

كيف يستخدم الحوثيون التضليل والدعاية الزائفة لاستقطاب الأطفال إلى المراكز الصيفية؟

متابعات الوطن نيوز- الصحوة نت

صهيب، طفل يبلغ من العمر 14 عاماً، استدرجه مشرف حوثي لأحد المراكز الصيفية التي أقامتها المليشيا في قريته قبل عامين، وخضع لدروس التعبئة الطائفية، وأصبح يتعاطى الممنوعات وعادات إدمان أخرى (حبوب منشطة، الشمة، السجائر) حيث التحق مع عدد من أصدقائه ومن يعرفهم من الحي يسكنه.

بعد أشهر من انتهاء المراكز الصيفية اختفي “صهيب” وبحثت أسرته عنه كثيراً دون جدوى ليعود بعد أسبوعين. وقالت والدته في حديث لـ”الصحوة نت”، “أن حالته كانت ترثى لها وتصرفاته غريبة، متعب ومنهك ونحيل الجسم، وتحت عيونه سواد”.

وكانت صدمة الأم، حينما قامت بجمع ملابسة لغسلها، لتجد حبوب مخدرة. وتابعت حديثها بالقول: “عندما استيقظ من النوم وكان يعاني من صداع شديد ويبحث عن الكوت حقه (معطفة)، وعندما لم يجده تغيرت صورته، وأصبح مثل المجنون الهائج”.

وتضيف: “كان يصيح أين الكوت؟، وعندما أخبرته أني غسلته، رفع صوته وهو يخاطبني، من أمرك تغسليه، وكان يرفع صوته ويلطم على وجه ويبكي، ويقول لي إذا ما ترجعيهن لي بقتل نفسي”، في إشارة إلى حبوب المنشطات.

تقول أم صهيب: “كنت أبكي معه، وأقول صلى على النبي يا ابني أيش هن، ما فعلوا بك الحوثيون، وهو يزيد جنونه ويصيح: مالكم دخل فيني، وخرج من البيت إلى جهة غير معلومة، وبعد البحث الطويل سمعنا أنه ذهب إلى جبهة القتال مع مشرف حوثي”.

وبعد ثلاثة أشهر، تقول أم صهيب: رجع هذه المرة، ومعه حزام مربوط على بطنه وعرفت أن معه حبوب، داخل الحزام، ويجلس أسبوع إلى عشرة أيام ويذهب للمشرف الحوثي ليزوده بها”. وتضيف: “كان يقول لنا أنتم كفار أنتم مش مسلمين، وملئ بالحقد والكراهية، ويطلب فلوس مني ويهددني بشكل مستفز”.

أصبح “صهيب” مقاتلاً في صفوف الحوثيين، وقالت والدته: “عندما بدأ بالالتحاق بمراكز الحوثيين كان طفلا وما كنا عارفين أنه با يتحول هكذا، كان هدفنا انه يتعلم القرآن ويكون ملتزما يحافظ على صلاته بدلاً من اللعب بالشارع، ولم نكن نعرف انه سيكون حوثي ومدمن”.

تضليل الحوثيين للسكان

منذُ أسابيع ومليشيا الحوثي تحشد الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى المراكز الصيفية هذا العام، لتعبئتهم طائفياً وجهادياً وتحويلهم إلى قنابل موقوتة مشحونة بالفكر الطائفي الإرهابي.

وتقام هذه المراكز بإشراف من أعلى هرم المليشيا الحوثية، وترافقها حملة دعائية واسعة حيث تسخر الجماعة كل الإمكانيات لتضليل السكّان لإلحاق أبنائهم بالمراكز الصيفية.

وتمارس ميلشيات الحوثي دعاية وتظليل للسكان من أجل استقطاب أطفالهم إلى المراكز الصيفية السنوية، والتي تهدف إلى تجنيد الأطفال والنشء، وضم عناصر جديدة في صفوفهم وغالبية تلك الدعاية هي احتيالية، ورغم كل وسائل الحشد والدعاية إلا أنها تقابل بحذر شديد من المواطنين الذين يتخوفون على أطفالهم بسبب مصير الكثير ممن التحقوا بالمراكز من أمثال “صهيب”.

تركز الدعاية الحوثية على الجانب الديني لاستعطاف الأهالي باعتبار انهم يعلمونهم القران الكريم ودروس دينية، بالإضافة إلى أنشطة تعليمية أخرى من أجل اشغال فراغهم، في ذات الوقت يعتبرون التحذيرات من المراكز الصيفية عبارة عن حملة موجهه ضدهم من أمريكا وإسرائيل، لأن تلك المراكز تمثل تهديداً لهم، على حد ادعائهم المكرر بوسائل اعلامهم.

هذه الثنائية من الدعاية المضللة للسكان، تستغل نقاط الضعف عند غالبية السكان الذين يغلب عليهم التدين كحالة عامة ووجدانية لدى اليمنيين، ومن هذا يتم استقطابهم لفخ الطائفية والتحريض على الموت والكراهية، بالإضافة إلى ثقافة المؤامرة واستدعاء أمريكا وإسرائيل من أجل تحفيز أنصارهم بشكل خاص على أهمية الحاق أبنائهم في تلك المراكز، باستخدام التعبئة.

معسكرات مغلقة وتعبئة ممنهجة

“احمد خالد” – معلم في صنعاء – قال: “أن الحوثيين يعمدون إلى إقامة المراكز في كل المدارس الحكومية والخاصة وتكمن في خطورتها في المُدرّسين الذين يقومون بأعمال التعبئة الطائفية هم ذاتهم الذي يعلمون طوال السنة وهو ما يعطي انطباع لدى الناس انه لا يوجد خطورة”.

وأضاف في حديث لـ”الصحوة نت”، “هناك نوع خطير مختلف من المراكز الصيفية وهي “المغلقة” والتي تعلن عنها المليشيا في المساجد والدواوين، وتتكفل بالأكل والشرب والنوم وغالباً ما يكون مركز أو مركزين في كل مديرية أشبه بدورة داخلية مغلقة”.

وأوضح “أن المليشيا تخضع الملتحقين لنشاط وبرنامج يومي، وأنشطة، ورحلات، وزيارات مقابرهم، إضافة إلى استماع محاضرات لخطباء تجلبهم من خارج المنطقة، إلى جانب خطابات إلزامية لزعيم المليشيا”. لافتا أنه “يتم ترغيب الطلبة بدعم مادي لكل طالب والإعفاء عن رسوم التسجيل في الدراسة النظامية”. فيما “يسلموا لكل معلم مبلغ عبر البريد 30 ألف ريال”.

في هذه الحالة توهم ميلشيات الحوثي السكان باهتمام مزيف في تأهيل وتعليم أطفالهم، تحت اغراء المال والمحفزات الأخرى الذي في العادة يستحسنها الأهالي بأنها تشغل فراغ أطفالهم وتوفر لهم امتيازات أخرى، لكنها في الواقع تسلب منهم أطفالهم إلى الابد وتحولهم إلى شخصيات أخرى متطرفة.

من جانبه قال، مصدر تربوي آخر – طلب عدم الكشف عن هويّته – “أن المنهج الحوثي في المراكز مقسم إلى ثلاث مستويات تمهيدي ومتوسط وللكبار، يتم اعداده بعناية جيدة ويتركّز على خرافة الولاية والتعبئة بالأفكار الطائفية، مستخدمين مختلف الأساليب والوسائل التعبوية المرئية والمسموعة بما فيها أفلام من إنتاج شركات إيرانية”.

وأضاف في حديث لـ”الصحوة نت”، “يبرز المنهج قصص زعماء الجماعة ومقولاتهم وشعاراتهم، وكلها من إعداد وتأليف قيادات الحوثي ومنهم بدر الدين الحوثي وأبنائه، ومطبوعة على ورق فاخر وبعناية فائقة مما يعطي انطباع لدى الملتحقين بالمراكز ان هناك اهتمام كبير بهم”.

وأوضح المصدر “أن الحوثيين يستقطبون طلاب المدارس الراسبين بتعديل نتائجهم بهدف تشجيعهم على الاستمرار في برنامج التعبئة إلى نهايته، وهو أسلوب تستخدمه أيضاً أثناء الحشد إلى المراكز” ومن ضمن الأنشطة، تعميم الشعارات الطائفية على المدارس، وتلقين الطلاب أناشيد خاصة بالجماعة.

دعاية مكثفة لنشر الوهم

تتعمّد مليشيا الحوثي تضليل السكان في مناطق سيطرتها وبالأخص أولياء الأمور لاستقطاب أبنائهم إلى المراكز الصيفية بأساليب وشعارات براقة ومزاعم الحفاظ على الأطفال من الأفكار الوهابية والغزو الأجنبي، وكثير من الدعاية الزائفة التي يروجون لها باستمرار.

وقال رئيس منظمة سام للحقوق، المحامي توفيق الحميدي، “أن جماعة الحوثي تستغل الوسائل الدينية وتدين المجتمع وغياب الوعي، وتوهمهم أن هذه المراكز لبناء الشخصية الإسلامية الموالية لبيت النبوة، ويعززون هذا التقديس من خلال الاحتفالات الشعبية والرسمية بالمولد والصرخة ويوم الشهيد وغيرها، وخداع الناس بمحاربة أمريكا وإسرائيل، وتصوير القتلى شهداء أعراس واحتفالات وصور، وتدفع الناس دون وعي نحو أهدافهم”.

وأضاف في حديث لـ”الصحوة نت”، “أن الإعلام “أداة مهمة في نشر الافكار والمعتقدات، وذلك من خلال نشر المعارك، وتصوير الأطفال أبطال خالدون، وترجمة قصص التاريخ أو غيرها من المسلسلات التي تغري الأطفال في ظل الفراغ الحاصل”.

ويرى أن “الفقر والجوع وانقطاع سبل العيش لدى الآباء يُساهم في رمي أبناءهم للعمل معهم، من أجل توفير متطلبات المعيشة، والزج بهم إلى ساحات الخطر”. معتبراً أن “المراكز الصيفية ماهي إلاّ مقدمة للذهاب إلى معسكرات التدريب للقتال”.

وأعتبر الحميدي أن “استغلال الأطفال جريمة، والدفع لتجنيدهم أو استخدامهم في أعمال غير قانونية، يخالف مبادئ باريس بشأن الطفولة التي تؤكد علي حق الطفل بالحصول على طفولة آمنه بعيدة عن الاستغلال السياسي والعسكري أو حتى العمل في ظروف غير لائقة”.

وطالب رئيس منظمة سام، الجهات والمنظمات الحقوقية والنشطاء لمواجهة هذا النشاط الخطير، والتوحد في مواجهة تلغيم المستقبل، وكشف هذه الانتهاكات وأهدافها، وحث أرباب الأسر على عدم السماح لأبنائهم بالذهاب إلى هذه المعسكرات، والتوحد في سبيل جعل المدارس ساحة وطنية للتعليم بعيد عن الاستقطاب السياسي والمذهبي.

وأشار إلى “أن المعسكرات الصيفية، أصبحت أحد الميادين التي يسعي الحوثيون من خلالها نشر أفكارهم وضمان خلق حوامل لهم إلى المستقبل، وذلك واضحاً منذ البداية، حيث يستغل الحوثي الصفة الرسمية كسلطة أمر واقع من خلال سيطرتهم على وزارة التربية والتعليم، التي يديرها شقيق زعيم الجماعة، ويعمل منذ سقوط العاصمة صنعاء على إعادة هندسة المنهج والانشطة بما تخدم الجماعة وتعزز صورتهم”.

شاهد أيضاً

تحذير أممي من إفشال الحوثيين لجهود السلام.. تفاصيل جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن.

  أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الخميس، عن قلقهم إزاء تدهور الوضع الإنساني في ...