السبت , أبريل 20 2024 الساعة 17 11
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / الغدر صفة حصرية للحوثي!

الغدر صفة حصرية للحوثي!

كتابات: أحمد المقرمي

هل كان موقف مَن تحالف مع الحوثي – أي جهة أو طرف كان ؛ سواء قبل 21 سبتمبر المشؤوم أو حتى بعده – هل كان موقفا صائبا!؟

هل يمكن أن يصل الأمر جراء حنق سياسي، أو تباين مواقف إلى حد وضع مصائر الأوطان والشعوب في متناول ردود الأفعال المدمرة !؟

ليس من الحنكة السياسية أو القيادية في شيء أن يصل الأمر إلى تلك الدرجة من التفريط والهدم، أو حتى الوقوف متفرجا أو محايدا..!!

لو جُمعت كل أخطاء وخطايا ، وكل مصائب ما بعد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في كفة، وكارثة 21 سبتمبر المشؤوم في كفة؛ لكانت هذه الكارثة أسوأ من كل ما جُمع ومثله معه.

يقف السطحيون عند ثورة 11 فبراير التي لم تكن أكثر من خلاف سياسي له مبرراته و معطياته، فيما لو طرحنا جانبا العواطف السطحية، و المشيئات النفعية، و تلك الثورة – التي يحاول السطحيون تحميلها جرائم الآخرين -أفضت إلى اتفاق سياسي انبثق عنه حكومة وفاق وطني ، ومؤتمر حوار جامع و شامل.

رسم خارطة طريق تمكّن اليمن و اليمنيين من الانطلاق نحو مستقبل واعد ؛ لولا كارثة 21 سبتمبر . من محصلات ثورة فبراير ودرء لدواعي نوازع الانتقام ، فقد أعطت حصانة تقطع دابر الفتن، ودورات العنف والانتقام .

وكان من المنتظر أن يقف جميع اليمنيين من خلال نتائج مؤتمر الحوار الوطني عند سلّم السِّلم – هذا – لينطلقوا في مسيرة مختلفة من التطور والوفاق والاتفاق.

لكن ، وما أتعس ما تجيئ به لكن، كان هناك مخطط موبوء، أخذ يتكشف ويظهر تباعا سوء قبحه و شؤمه وكثرة أذرعه وتنوعها .

يُحمد ل 11 فبراير أنه أعطى حصانة لا يقف أثرها وخيرها عند أفراد أو مجموعة، و إنما يسري نفعها لليمن أرضا و إنسانا؛ كونها تضع سدا منيعا من تداعي أي فتنة قد تنشأ.

ومرة أخرى، لكن .. جاءت كارثة 21 سبتمبر ممتطية عصابة استحمرها مخطط مشبوه، واتخذ منها ستارا تكون هي الجانب الظاهر لغدر مخطط الكواليس التي كان لها مكرها – أيضا – بأخوات لـ 11 فبراير في أقطار عربية أخرى، و هي كواليس تجد لها في أوساط المجتمعات أيادي طيّعة، وإرادات خانعة خادمة!

فوجئ اليمنيون بأن قدرات الدولة المالية والعسكرية تُسلّم لتلك العصابة .. حتى كانت المفاجأة الأكبر حين مضت تزاول العصابة الحوثية غدرها ومكرها بعد ثمانية وثلاثين شهرا ضد فريق من الناس كانت تعامله فيها على أنه حليفها، فغدرت به غدرا كبارا.

لم يكن يوم 4 ديسمبر 2017 حدثا عابرا، وإنما جرى بالعصابة الحوثية طبعها، وطفحت حقيقة ثقافتها، فغدرت كعادتها – والغدر طبع فيها – فأموال الزنابيل، وأرواحهم تزعم خرافة (السيد) أنه يملكها، و أن له مطلق الحرية في التصرف بها كيف يشاء..!!

و لك أن تتأمل طويلا في ما آل إليه مصير مشائخ كُثُر ساعدوا عصابات الحوثي ويسروا لها الطريق، فمنهم من قتل و سحل، ومنهم من ينتظر .

و من غير لكن هذه المرة .. يتضح الفرق – لكل من ألقى السمع و أمعن النظر – بين جانب من الناس ينشدون الحياة الحرة الكريمة، والمواطنة الأخوية السامية، و يمنحون العفو والحصانة ؛ و بين عصابة ثقافتها الخراب والقتل، وتاريخها الغدر والمكر .

أن نقف ننبش بتباكٍ أمورا قد أصبحت من الماضي، و ننشغل بها عن عدو متربص حاضر، فتلك لَعَمْر الله الحماقة التي تخدم عصابات الحوثي، والمصيبة التي ستكلفنا ثمنا أكثر وخسارة أكبر، وسيكون أشبه بالنقاش البيزنطي الذي كان يحتدم لمعرفة كنه الملائكة أهم ذكور أم إناث؟ وعن حجم إبليس أهو من الضخامة بحجم تضيق سعة الأمكنة عنه، أم هو متناهٍ في الصغر حتى أنه يستطيع أن يدخل من أصغر الثقوب، فكان يحتدم النقاش حتى أودى انشغالهم به أن سقطت دولتهم بيد خصومهم وهم في غفلة ساهون..!!

واليمنيون اليوم، كل اليمنيين ؛ لا شك يدركون أنه لا خيار أمامهم إلا أن يكونوا صفا واحدا في خندق الثورة والجمهورية ، و إسقاط المشروع الفارسي، و المخططات الاستعمارية المشبوهة .
و السعيد من اتعظ من بيزنطا..!!

شاهد أيضاً

حُجرية تعز.. سر اليمن المكنون

  بقلم :عادل الاحمدي قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء العطلة الصيفية، حمّالاً في شركة ...