الوطن نيوز
كتابات/ أحمد عبدالملك المقرمي
وغير تقي يأمر الناس بالتقى
طبيب يداوي الناس و هو عليل !
هذا حال مليشيا الحوثي التي صدّرت ما سمته مدونة السلوك الوظيفي بالآية القرآنية الكريمة :” فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير”.
فهل استقام سلوك سلطة المليشيا التي فرضها انقلاب أسود، فقدمت نفسها للناس بما يوحي – و لو من بعيد – بشيئ من الآدمية ؛ ناهيك عن الاستقامة التي بينهم و بينها بعد المشرقين ؟
أبى الله إلا أن يقدموا أنفسهم بأدلة و براهين يومية من خلال سلوكهم الذي يدل على أنهم طغاة ظالمون.
بثّ مُعِدّو أوراق ما يسمى بالمدونة آيات قرآنية، من باب مواراة مراميهم الشيطانية بتلك الآيات، فدخلوا بذلك في معية أولئك الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا.
ثم جاؤوا ثانية بما قدموه أنه حديث ، و هو مروي عن رجل قيل فيه أنه متروك الحديث كذاب..!! وبخفة و سفه جاءا في محلهما ؛ وضعوا صورة عبده الحوثي، و كأنهم يقولون أن كل ما سيرد من مفخخات ، و تهم، و مظالم في تلك المدونة؛ إنما وراءها صاحب هذه الصورة .
وهذه هي الحقيقة الوحيدة في تلك المدونة. وأما ورود الآيات القرآنية، و حديث صحيح جاء في الداخل، فإنما للتمويه و لمتطلبات الاستجداء ..!! قالوا أن مدونتهم ميثاق شرف ملزم ! ولوصدقوا مع أنفسهم – و الصدق صفة نبرّؤهم منها – لقالوا أنها مرسوم كهنوتي أو ملكي ؛ لأن الميثاق لا يُعَدّ من طرف، و إنما هو مبادئ و قواعد لعمل مشترك تصيغه أطراف، و تقره هيئات و مجتمع أو شعب.
و قال قائلهم أنه ميثاق ملزم، هل إلزاميته من خلال اتفاق؟ من هي أطراف الاتفاق ؟ أم أن إلزاميته جاءت على طريقة : ما أُريكم إلا ما أرى !؟
و زعموا تحت ما سموه الأهداف ؛ مزاعم شتى، نكتفي ، بإشارتين، قالوا في واحدة : أنهم يهدفون إلى حفظ الكرامة الإنسانية للموظف.. و قالوا في الثانية : إيجاد بيئة عمل تحصّن الموظف من الوقوع في الفساد.
معلوم على مستوى العالم أن الموظفين بلا مرتبات منذ سنوات، فهل هذه هي الطريقة التي تحفظ الكرامة الإنسانية للموظف العام، و هل هي الوسيلة الناجعة لإيجاد بيئة تحصن الموظفين .
موارد شحنات النفط، و الضرائب و الجبايات و الجمارك، و موارد المواصلات.. و غيرها، هل وجهها طغاة المليشيا لحفظ الكرامة الإنسانية للموظف !؟ أم لسفك الدماء، و زرع الألغام !؟ أما ما هو مضحك، فما جيئ به فيما سموه الإطار المرجعي، و الزج بهرطقات حسين بدر ، وخطابات عبده بدر الحوثي، و بدون حياء أو خجل يأتون بها بعد القرآن الكريم و الهدي النبوي، هروبا من مصطلح : السنة النبوية و ذلك بغرض استنساخ خرافات فارس و تلفيقات الطوسي ، و الكلّيني..الخ.
و أما الخليفة الراشد الرابع علي رضي الله عنه، فقد أقحموا اسمه من باب تكريس مزاعم دعاوى الحق الإلهي لغرس و تكريس التميز السلالي ، و علي بريء كل البراءة من مزاعمهم.
و قرروا أنه على أساس ( الإلتزام من عدمه) بهذه الملوَّثة، أو ما يسمونها المدونة، سيكون تقييم أداء الموظفين ، بمعنى أنها ستكون السيف المصلت فوق أعناق الموظفين، خاصة و فيها إلتزامات مفتوحة، تحول الموظف إلى مربع السُّخْرية يُدعى متى شاءوا، و تحت عنوان التعبئة العامة.
و هنا ، عند غوامض الشروط ، و مُبْهَمات المطالب سيكون الجرف و الإحلال، أي طرد موظفين، و توظيف منسوبيهم محلهم، بنفس طائفي و سلالي، و أيديولوجي، حتى يَصْفي المقام للإمامة الاثنى عشرية، و حتى على حساب الهادوية و الزيدية..!!
رب ضارة نافعة ، إنها وثيقة، لا تدون شروط الوظيفة، و لا تطورها، و لكنها تقدم التعريف الواضح لمليشيا متسلطة إرهابية ؛ فيعرف اليمنيون كافة حقيقتها على ضياء رابعة النهار..!