الخميس , أبريل 25 2024 الساعة 10 02
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / العنصرية الحوثية ضد الصحافة.

العنصرية الحوثية ضد الصحافة.

سامي نعمان

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، 3 مايو، يواصل زعيم الميليشيا الإرهابية العنصرية مجرم الحرب عبدالملك الحوثي اختطاف أربعة من زملائنا الصحفيين منذ منتصف عام 2015، وفوق ذلك حكم عليهم بالإعدام، توفيق المنصوري، وعبدالخالق عمران، أكرم الوليدي، وحارث حميد.. والخامس وحيد الصوفي اختطف قبلهم ومصيره مجهول.. ثمة 3 صحفيين آخرين محبوسين لدى الحركة العنصرية بحسب بيان نقابة الصحفيين، وأرجح وجود آخرين خارج نطاق إحصائها.

(صحفي واحد مجهول المصير بعد اختطافه من قبل تنظيم القاعدة في حضرموت منذ عام 2015 هو الزميل محمد المقري) ..

أوامر الإعدام بحق الصحفيين يقررها قيادي عنصري إرهابي مجرم وخبيث اسمه محمد علي الحوثي، ويمليها بالهاتف على القاضي، وثمة شهادات مؤكدة بأنه من وجه القاضي، في جلسة واحدة، بإصدار حكم بإعدام الأستاذ الصحفي والمناضل يحيى عبدالرقيب الجبيحي، الذي نال حريته لاحقاً، فيما بقي نجله حمزة الجبيحي معتقلاً كرهينة لسنوات حتى أطلق قبل أشهر في صفقة تبادل أسرى.

وقبله كان زملاؤنا هيثم الشهاب هشام طرموم حسن عناب هشام اليوسفي عصام بلغيث اطلقوا في صفقة تبادل مقابل أسرى حرب حوثيين منتصف أكتوبر 2020..

وأن يصل الأمر حد اختطاف صحفيين مدنيين ثم مقايضتهم بأسرى حرب، والتسليم بذلك، فتلك أكبر جريمة حوثية، كما وهي أكبر ندبة جارحة للإنسانية ومنظماتها ومدافعيها.

ضحايا حرية التعبير بالآلاف

تقتصر تلك الأرقام على المتبقين حالياً في معتقلات الفاشية العنصرية الحوثية منذ فترات متفاوتة، لكن إذا ما تناولنا المعتقلين على ذمة حرية التعبير والقراءة والكتابة وتبادل المعلومات عبر الواتس اب او الفيسبوك فهم بالآلاف..وحرية التعبير بالمناسبة هي الحجة التي لطالما سوقت الميليشيا الإرهابية دفاعها عنها كمبرر لتمردها على الدولة من عام 2004.

وفي هذا الصدد، يجسد الإرهابي عبدالملك الحوثي، ومفاوضه النافذ الرجل الثاني في الجماعة محمد عبدالسلام، أكبر حالة فصام شخصي عبر التاريخ، فهذان الشخصان الساقطان كانا في مرحلة من المراحل يعزوان تمرد الجماعة العنصرية على الدولة إلى الدفاع عن حرية التعبير في استعارة لشعارات براقة بقصد كسب التعاطف الدولي.

وها إن الجماعة العنصرية حين تمكنت من السلطة لم تترك فضاء عاماً ولا خاصاً، إلا وطالته يد إرهابها وإجرامها، قتلت واختطفت وشردت الصحفيين، وحظرت الإعلام وتعاملت مع الصحفي كمشتبه به مجرم دائم، لأن وظيفته مرتبطة بكشف جرائمها وارهابها.

في معتقل الصالح عام 2018 وجدت محامياً، لا أتذكر اسمه بالضبط، لقبه الجلال، كان معتقلاً منذ أشهر بدون تحقيق، وحين سالته عن السبب، عزى الأمر إلى تفتيش هاتفه ووجدوا تطبيقاً آلياً ينشر مواداً قانونية تلقائية عبر صفحته على فيسبوك..

بطبيعة الحال الحديث عن سبب كهذا مجرد هراء وعبث، فالموضوع ياتي في سياق عنصري إرهابي عام يستهدف كافة فئات المجتمع المهنية والاجتماعية..

بالتوسع أبعد إلى حرية التعبير، يكفي أن أشير إلى أنه في معتقل مدينة الصالح في ضواحي تعز الشمالية، يوجد عمارة فيها مئات المختطفين الذين أمضوا فترات مختلفة بين أشهر وسنوات، ويطلقون عليها عمارة الواتس أب، إذ تضم كل المعتقلين الذين فتشوا لهم عن أسباب اعتقالهم من الهواتف حتى إن كانت نكاتاً متداولة.

تحريض فاحش.. وتواطؤ معيب

تقابل مهنة الصحافة والإعلام بتحريض فاحش من قبل زعيم الجماعة العنصرية عبدالملك الحوثي، الذي وثق تحريضه على الإعلاميين بأنهم أخطر من المقاتلين في الجبهات.. وان تكون صحفياً في مناطق الإرهاب الحوثي فأنت محل تهمة وشبهة دائمة حتى إن كنت منقطعاً عن ممارسة أي عمل صحفي، فالحوثي يحاسبك ويسجنك ويقتلك على تاريخك وحاضرك ومستقبلك وعلى نواياك التي يتولى هو تحديدها.

وفوق كل ذلك تقابل ممارسات أحقر جماعة إرهابية عنصرية حصلت في التاريخ الإنساني بتواطؤٍ دوليٍ وحقوقي كبير لا يساوي عشر ما كان يتعرض له نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح مثلاً..

ربما لا نملك الكثير ولا القليل من وسائل الضغط على الإرهاب العنصري الحوثي وراعيه الإيراني دفاعاً عن زملائنا ومأساة أسرهم، ومعها مأساة مئات الصحفيين والإعلاميين الذين شردوا من وظائفهم أو صودرت مصادر أرزاقهم، أو حرموا من العمل في ظل أجواء عدائية إرهابية، لكن لا بد أن ترتفع اصواتنا باستمرار وقوة دفاعاً عن حقوقنا وكرامتنا ودفاعاً عن زملائنا، وتذكيراً بتضحياتهم.

الدفاع عن حرية الصحافة ليست دفاعاً عن أشخاص، بل دفاع عن الإنسانية والمجتمع والحقوق و الحريات والكرامة.

وبهذه المناسبة أدعو لتوثيق وتقييد جميع جرائم الفاشية العنصرية في ملفات ادعاء ترفع ضد قيادتها المعروفة عبدالملك الحوثي ومحمد عبدالسلام ومحمد علي الحوثي ومهدي المشاط وأحمد حامد ومن في مستواهم نزولاً إلى عبدالقادر المرتضى، باعتبارها المسؤولة الرئيسية عن الجرائم العنصرية الإرهابية ضد الصحفيين، وتسلم لمحكمة الجنايات الدولية وأمام

القضاء المحلي.. ويوماً ما، عساه قريباً، ستحل العدالة وسيكون القصاص ويحاسب كل العنصريين على كافة جرائمهم بحق الصحافة واليمنيين.

تحية للصحفيين

الحرية لزملائنا الصحفيين وكافة معتقلي حرية الراي والتعبير.. التحية لكل صحفي يناضل من أجل مهنته ومجتمعه، لكل صحفي حر يواجه الاضطهاد ويرفض الارتماء في أحضان العنصرية، لكل صحفي يعمل سراً وجهراً خدمة للحقيقة والإنسانية..

التحية لكل زملائنا النازحين الذين شردوا من بيوتهم ومساكنهم وتناثروا في مختلف محافظات البلاد حفظاً لكرامتهم ومهنتهم ومستقبل أبنائهم.

التحية لكل زملائنا اللاجئين في مختلف دول العالم، هجرة او تعليماً او ضيق حال أو بحثاً عن الأمان والمستقبل والكرامة.

التحية للجنة الحريات في نقابة الصحفيين وللقيادة الفاعلة فيها الذين يعملون في ظروف قاسية وعدائية ويبذلون جهدهم لدعم الصحفيين وتسليط الضوء على معاناتهم في حدود إمكانياتهم.

والخزي والعار لمجرمي الحرب العنصريين أعداء الصحافة ومنتسبيها ومنتهكي الكرامة الإنسانية.

شاهد أيضاً

حُجرية تعز.. سر اليمن المكنون

  بقلم :عادل الاحمدي قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء العطلة الصيفية، حمّالاً في شركة ...