الجمعة , مارس 29 2024 الساعة 05 37
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / السلام مع لغم

السلام مع لغم

كتابات/ يونس العرومي

ينظر الحوثيون إلى الجمهورية كخطيئة وإلى الديمقراطية كجريمة.

إدراك هذه الحقيقة، يعتبر مدخلاً لنعرف كيف ينظر الحوثيون لمفردة “سلام” وإلى أي مدى يمكن الوثوق بوعود الجماعة التي ما التزمت منذ عشرين عاماً باتفاق أو وثيقة.

هذه المعركة الوطنية الحاصلة الآن هي بين فريقين: الجمهورية في مواجهة الفاشية الحوثية، الإمامة الجديدة في مواجهة الجمهوريين الجدد. الجماعة المدججة بالزيف المذهبي والبعد الهاشمي، في مواجهة اليمنيين جميعاً.

يريد الحوثيون، بلا مواربة، وأحياناً بمواربة عظيمة، إعادة صياغة النظم السياسية والفكرة الاجتماعية لتناسب مشروعهم الداعي إلى إلغاء الجمهورية شكلاً أو ممارسة، من خلال اعتماد الولاية كحل نهائي لسؤال ” من وكيف يحكم البلاد؟.

هذه حقيقة متكررة، لكن لأهميتها يجب التذكير بها في كل منعطف أو دعوة للسلام مع جماعة تبني المتارس أكثر وتجمع السلاح بشكل أكبر عند كل حديث عن السلام.

فكيف يمكن للحوثية أن تتعايش مع فكرة المشروع اليمني وهي قائمة على نقيضه تماماً علاوة على ذلك، فهي مدججة بالسلاح والادعاءات العنصرية التي لا تنتهي؟!.

ينظر الحوثيون إلى السلام كمناورة لا أكثر. تعلمنا تجارب الاتفاقات مع هذه الجماعة كيف أن الحديث مع هؤلاء لعبة خطرة. الأمر أشبه بسلام مع لغم دست عليه بالخطأ، التحرك انتحار والبقاء مجازفة.

أحاديث السلام مع الحوثي رسائل خاطئة، تقابلها أفعال حوثية في التحشيد والاعتداءات والاختطافات والنوايا السيئة. لا تعلم متى ينفجر اللغم في وجهك ولا يمكنك التفاوض مع النمر عندما يكون رأسك داخل فمه كما قال تشرشل العنيد.

ثمة مسارات بالإمكان اتباعها، التوافق الوطني الحاصل في عدن أولها، وضع المصالح والقوة الحوثية في حالة خطر، ثم تجريده من وهم القوة. خطوة ثانية تقود للسلام، السلام الذي يعيد للبلاد جمهوريتها ووحدتها.

لو تتبعنا سلوك الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها ابتداء من ٢٠١٥ وحتى الآن، لأدركنا كيف سعت وتسعى لتحصين ذاتها وإعادة بناء أدوات النفوذ السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية بما يضمن بقائها لاعباً وأداة تخريب لأطول فترة ممكنة.

إذا استمر سلاح الحوثي مصوباً نحونا جميعاً، بالحرب وبالسلم، فنحن ندفع البلاد نحو هدنة تليها حرب عظمى. تماماً كما هو واقع اليمني على الدوام.

هل من حل وطني ينهي هذه المأساة؟ وأي قائد سيفعلها؟.

لا أمل، نحن أمام أسوأ نخبة عرفتها البلاد.

شاهد أيضاً

عبدالاله.. رجل المرحلة بامتياز

  احلام الحمودي من وسط تعز الجميلة، وتحديداً شارع 26 سبتمبر، أطل قائدٌ شجاع يسمي ...