الخميس , أبريل 18 2024 الساعة 14 24
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / ارتفاع أسعار الملابس يسلب فرحة العيد من نفوس الأطفال

ارتفاع أسعار الملابس يسلب فرحة العيد من نفوس الأطفال

 

شهدت مدينة تعز جنوبي غرب البلاد وغيرها من المحافظات اليمنية، ارتفاعًا هائلًا في أسعار الملابس قبيل عيد الأضحى المبارك، حيث فاقم الارتفاع من معاناة المواطنين المعيشية وضعف قدرتهم الشرائية.

حال الكثير من سكان هذه المدينة ازداد سوءًا نتيجة الارتفاع الجنوني في أسعار الملابس الجديدة بالمعارض والأسواق، إذ تشهد ارتفاعًا مستمرًا على مدار الساعة.

غلاء الملابس يكسر فرحة العيد

ثياب العيد حلم الأطفال وأمنيتهم الأحب إلى قلوبهم واختصار فرحة العيد في أعينهم

ذلك الحلم المترقب بشوق منذ أشهر طويلة يُسرق منهم بسبب ارتفاع الأسعار ويتحول العيد إلى كابوس يود أطفال العائلات البسيطة أن لا يأتي ابدًا.

وأدى ارتفاع أسعار الملابس بمدينة تعز إلى حرمان العديد من الأطفال حصولهم على ثياب جديدة للعيد وهي كما يعتبرها غالبية الأطفال أنها تعبر عن فرحتهم بالعيد، فقد أصبح اللبس الجديد صباح يوم العيد لديهم من أهم طقوس الفرح والبهجة.

حيث أصبح الذي لا يحصل على هذه الطقوس بسبب الغلاء الحاصل للملابس، لا يحصل على فرحة العيد المنتظرة منذ وقت طويل، “ارتفاع أسعار الملابس يكسر قلوب أطفالي ويحرمهم فرحة العيد المنتظرة” بهذه الكلمات الموجعة يقول عبدالباري أمين (42 عامًا) أحد سكان مدينة تعز.

عبدالباري، ابٌ لأربعة أطفال والعائل الوحيد لهم، كل ما يتقاضاه من عمله- في الأجر اليومي- لا يكفيه لايجار البيت ومتطلبات المعيشة.

ويضيف في حديثه لـ”المصدرأونلاين” أنه ذهب إلى أحد أسواق الملابس بتعز لشراء ثياب العيد لأطفاله، لكنه عاد خالي اليدين نتيجة ارتفاع الأسعار الذي وصفه بـ”الجنوني” وإن كل ما لديه من نقود أصبح لا يكفي لشراء ثياب العيد لكل أطفاله.

وفي محلات وأسواق المدينة وصل سعر كسوة الطفل الواحد من النوع الرديء 20 ألف ريال يمني، فيما أسعار ملابس الأطفال ذات الجودة العالية تصل إلى أكثر من 40 ألف ريال.

سابقًا كانوا لا يشترون الملابس إلا في الأعياد أما الآن و بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار لم يعد بمقدور الكثير من العائلات البسيطة شراء الملابس لأطفالها حتى في الأعياد.

عبدالباري يشير إلى أن ابنته وبسبب عدم قدرته على شراء كسوة العيد لها ولم يتبق إلا أيام قليلة لعيد الأضحى انكسرت فرحتها حيث تقول “لا أريد أن يأتي العيد ولم أعد أحب قدومه لأن مافيش معي فستان مثل بقية بنات الجيران”.

وقذفت الحرب بأكثر من 18 مليون يمني إلى خط الفقر، ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، أن الفترة الماضية شهدت ارتفاعًا في أسعار السلع بمقدار 200 بالمائة عما كانت عليه قبل بداية الصراع في عام 2015، ما جعل أبسط الاحتياجات بعيدة عن متناول الناس بصورة متزايدة.

ارتفاع مستمر

شهدت معارض وأسواق الملابس خاصة ملابس الأطفال في الأيام القليلة الماضية قبيل عيد الأضحى ارتفاعًا مستمرًا وغير مسبوقٍ على مدى أيام الأسبوع.

ويقول الصحفي الاقتصادي، وفيق صالح إن ارتفاع أسعار الملابس مع قرب عيد الأضحى المبارك، هو إجمالًا يعود إلى تدهور الأوضاع المعيشية، ويأتي ضمن موجة الغلاء التي طالت مختلف الجوانب المعيشية، نتيجة تآكل القيمة الشرائية للعملة اليمنية، أمام العملات الأجنبية.

ويضيف صالح لـ”المصدرأونلاين”، “عام بعد آخر ونحن نلاحظ أن أسعار الأضحية وكذلك الملابس، ترتفع بشكل مستمر، تبعاً لتدهور قيمة الريال اليمني، وتدني القدرة الشرائية للعملة، كون عملية الاستيراد تتم بالعملة الأجنبية وبالتالي تكون تكلفة الاستيراد مرتفعة، الأمر الذي يدفع بالتجار والمستوردون إلى مضاعفة أسعار الملابس في الأسواق المحلية، وزيادة الأعباء على المواطن والمستهلك”.

من جهته يرجع أنس المشولي أحد أصحاب المعارض التجارية بتعز، أسباب ارتفاع أسعار الملابس إلى فارق أسعار الصرف بين مناطق الحوثيين ومناطق الحكومة اليمنية، ويؤكد أنه يستورد الملابس من التجار الموردين في صنعاء بعملة السعودي والدولار، إذ تقدر خسارته بمبلغ 105 ألف ريال يمني للالف السعودي فارق سعر الصرف، الأمر الذي يجبره على مضاعفة سعر قيمة البضاعة.

ويضيف المشولي أنه في بعض الوقت يشتري في الأسبوع الواحد نفس البضاعة وبأسعار عالية عما كانت عليه، نتيجة ارتفاع الصرف وعدم استقراره.

ويتم ادخال البضائع إلى اليمن من سلطنة عمان إلى محافظة حضرموت ومن ثم إلى صنعاء، وبعدها يتم التوزيع على جميع المناطق وبالعملة الصعبة.

وبحسب الشرعبي أن ارتفاع أجور النقل والنقاط المنتشرة على طول الطريق والتي تعمل على أخذ جبايات مضاعفة تزيد من معاناتهم في توصيل البضاعة، موضحًا أن أقل سعر لبدلات الأطفال تبلغ 15 ألف.

ويبلغ سعر البدلة الواحدة من الثياب بتعز 25 ألف ريال متوسطة الجودة وغالبًا ما تكون صناعة هندية وصينية بحسب تجّار. فيما سعرها في مناطق الحوثيين 16 ألف ريال. ويتم شراء البدلة ذات الجودة العالية بمبلغ 35دولار للطفل الواحد وغالبًا ما تكون صناعة تركية. يؤكد هشام.

إجراءات غير كافية

مدير إدارة الأسواق وحماية المستهلك بتعز، مصطفى الأديمي يقول لـ”المصدرأونلاين” إنه تم نزول لجان ميدانية خلال الأيام القليلة الماضية لمراقبة الأسعار قبيل عيد الأضحى المبارك.

ويضيف الأديمي أن هناك ارتفاع كبير في الملابس الجديدة نظرًا لقدوم موسم العيد، والانهيار الحاصل للريال اليمني أمام العملات الأجنبية. مشيرًا إلى أنه تم ضبط 74 مخالفة لأصحاب المحلات التجارية للمواد الغذائية والملابس منذ مطلع الشهر الجاري .

وأوضح أنه حاليا يتم استلام المحاضر فقط من اللجان في إدارة المستهلك محاضر فقط وسيتم احالة المستوفاه منها وعبر مأموري الضبط للنيابة ليتم إتخاذ الإجراءات القانونية

ويحاول مكتب وزارة الصناعة والتجارة بتعز التمكن من تفعيل نقطة تابعة للمكتب بمداخل المدينة، وبحسب مصطفى ماتزال تواجههم صعوبات لعدم وجود هذه النقطة، وذلك كي نتمكن من استلام فواتير الشراء ومن ثم تحديد الأسعار بموجب تلك الفواتير. يؤكد الأديمي.

وفي والوقت الحالي يتخذ كل تاجر سعر البيع من تلقاء نفسه، وذلك بعد احتساب أجور النقل والربح، لأن أسعار الشراء من المصدر غير مستقرة تبعًا لمتغيرات العملة.

ارتفاع أسعار الأضاحي

لم يكن ارتفاع الأسعار قد طال فقط الملابس قبيل عيد الأضحى المبارك، فأصبح الحصول على أضحية هذا العام حلم لدى العديد من الأسر بتعز، فقد وصل سعر ذكر المعاز 16 كجم 200 ألف ريال، فيما وصل سعر ذكر البقر – الثور- أكثر من مليون و500 ألف ريال. الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثير من المواطنين عن شراء الأضاحي والاكتفاء فقط بحبة “دجاج” يوم العيد.

وستؤثر عملية ارتفاع أسعار الأضاحي والملابس على حجم التسوق والإقبال على الشراء من قبل المواطنين، إذ أن ارتفاع الأسعار بشكل يفوق القدر الشرائية للمواطن سيجعل الغالبية من السكان يعزفون عن الشراء والتسوق، وبالتالي ستشهد هذه الأسواق ركودًا حادًا في عملية البيع، مما يؤثر على النشاط التجاري في البلاد. يؤكد الخبير الاقتصادي صالح.

وبحسب الأديمي أن مكتب الصناعة والتجارة بتعز حدد أسعار اللحوم في الملاحم والمسالخ خلال أيام العيد، حيث تم تحديد كيلو لحمة الرضيع – صغير البقر- بمبلغ 8000 ألف، والعجل الفاصل ب7000 ألف، والبقري -الثور- ب5000 ألف، فيما بلغ سعر كيلو ذكر الماعز 8000 ألف ريال يمني.

مظاهر العيد ستغيب عن كثير من المنازل هذا العام وستخلوا من مظاهر البهجة كالحلوى والثياب الجديدة وسيمر العيد بغصة ومرارة في قلوب الأطفال الذين لا يفقهون معنى الظروف الصعبة ولا العيد الخالي من أبهى صورة للفرح في أذهانهم وهي الثياب الجديدة.

شاهد أيضاً

توقعات الأرصاد الجوية لحالة الطقس مع اقتراب المنخفض الجوي

  توقع مركز الأرصاد الجوية اليمنية هطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة تصل حد الغزارة خلال ...