الخميس , أبريل 25 2024 الساعة 21 48
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / آخر الأخبار / الموسيقى في اليمن.. تحدي الحرب بتعلم العزف

الموسيقى في اليمن.. تحدي الحرب بتعلم العزف

في اليمن وعلى وقع التقاليد وويلات الحرب يكاد الاهتمام بالفن أن يختفي لولا جهد فردي هنا وآخر هناك. بضعة شابات مع مدرسهن الوحيد يحاولون مواجهة الواقع المرير بشيء من بهجة العزف وتعلّم الموسيقى.

قد تكون الموسيقى بين أخر ما يذكر عند الحديث عن اليمن، في ظل ظروف الحرب وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية، لكن ذلك بالضبط، هو التحدي الذي تخوض غماره دريم (22 عاماً)، ومجموعة من عشاق صنع البهجة بالعزف على الآلات الموسيقية، ممن تحدوا النظرة التقليدية وظروف الحرب والتحقوا بأحد معهدين هما الوحيدان في البلاد لتعلم الموسيقى، الأول في صنعاء والآخر في عدن.

بدأت رحلة دريم مع الموسيقى، في مرحلة الطفولة، حيث كان البيانو يجذب انتباهها ودفعها إلى سماع “العديد من المقطوعات الجميلة جداً، وبدأت بالبحث عن مقطوعات موسيقية يكون البيانو هو الآلة الرئيسية لعزفها”، إلى أن “كبرت وبدأت أميل لآلة الكمان التي سلبت لبي”.

وبالإضافة إلى العقبات الاجتماعية، جاءت الحرب وقبلها سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، على صنعاء، لتخلق ظروفاً قاسية، نالت من أغلب مجالات الحياة، بما فيها الفنون، والتي إن نجا جزء منها من نار الحرب والانهيار الاقتصادي، فإنها ستظل في مواجهة متجددة مع قيود الجماعات المتشددة المسيطرة، هنا أو هناك.

ومع ذلك، فإن دريم وفي سبيل تحقيق رغبتها في احتراف العزف، التحقت بالمعهد الموسيقي التابع للمركز الثقافي اليمني، وهو المدرسة الوحيدة لتعلم الموسيقى في صنعاء، ويتواجد فيه مدرس وحيد، يقدم دروسه المجانية، دون أن يتقاضى حتى راتبه الشهري المقرر من الحكومة، حاله كحال مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين، لم يتقاضوا مرتباتهم منذ سنوات.

تتابع دريم “بدأت بتعلم العزف في المركز الثقافي بقيادة المايسترو عبدالله الدبعي، الذي لم يأخذ أي مقابل مادي ودعمنا كثيراً بروحه المعطاءة، واجتهدت فيها رغم كوني طالبة جامعية، وواجهت الكثير من العقبات في مجتمعنا إلا أنني لم أستسلم للضغوط، كان لي من البداية حلم أن أكون من أوائل العازفين وها أنا قد قطعت نصف الطريق لتحقيق حلمي وسأستمر إلى أن أجعل حلمي وحلم أبي حقيقة”.

يعتبر المدرس الموسيقي في المركز الثقافي بصنعاء، عبدالله الدبعي أن “الموسيقى هي لغة كل كائنٍ يحب الجمال ولغة العالم، وبأنها “رسالة اصالة وتواصل بين شعوب العالم”، كما أنها رسالة للتعريف بحضارات الشعوب.

ويوضح الدبعي أن المدارس الموسيقية في اليمن شبه معدومة، حيث كان هناك معهد بين العامين 1975 و1978، وجرى إغلاقه بسبب “الجماعات الإسلامية”، أما في عدن فقد كان هناك معهد وحيد استمر حتى صيف العام 1994، ولكنه اختفى فيما تلى ذلك لسنوات طويلة، قبل أن تعيد الحكومة المعترف بها دولياً، افتتاحه مؤخراً، وهو معهد جميل غانم للفنون الجميلة.

ويعتقد الدبعي، أن الحكومات السابقة في اليمن، أسهمت في تدهور وضع الموسيقى في البلاد وجعلتها موسمية “فقط في الاحتفالات الوطنية والمناسبات الأخرى المحدودة”، ويضيف “الموسيقيون انقرضوا، بسبب المعاناة اليومية وبسبب أنهم في أدنى السلم الوظيفي للدولة”.

ومنذ سنوات، كان الدبعي، على رأس الجهود التي سعت لإنشاء المعهد التابع للمركز الثقافي الحكومي في صنعاء، ويواصل تدريس الموسيقى كمتطوع بدون مقابل، ويقول لـDW عربية “معظم الأيام أواجه تحديات من بعض المعارضين للموسيقى وتهديدات”، ولكن “نتجنبها ونتحمل المتاعب”.

ويشير إلى أنه وبسبب المضايقات، يضطر مع طلابه لترك المعهد والتوجه إلى أماكن أخرى للعزف وتدريب الطلاب. ويضيف “الآن أصبحت الدفعة الاولى والثانية جاهزتين”، ولدينا “عازفين من الدرجة الاولى لكن المتاعب تواجهنا من المتشددين، ولم نجد من يدعمنا بالآلات والمتطلبات الأخرى”.

المصدر: DW عربية.

شاهد أيضاً

برئاسة الوكيل العامري أجتماع للجنة الطوارئ بوادي وصحراء حضرموت يبحث إجراءات مواجهة التأثيرات المتوقعة للمنخفض الجوي على مديريات الوادي والصحراء

ترأس وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، الاستاذ عامر سعيد العامري، صباح اليوم، بمدينة ...