الخميس , أبريل 25 2024 الساعة 09 01
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / مسؤول حكومي يتحدث عن المصير الذي ينتظره قادة الانقلاب بعد انتصار القوات الشرعية

مسؤول حكومي يتحدث عن المصير الذي ينتظره قادة الانقلاب بعد انتصار القوات الشرعية

من قلب الأحداث وعلى ظهر باخرة الذكريات التي تبحر على نهر أحداث عظام عاشها اليمن الذي كان سعيدًا قبل انقلاب أسود قاده ميلشيا أنصار الحوثي والمخلوع صالح، منذ عامين، عاد الأستاذ غمدان الشريف، السكرتير الصحافي لرئيس مجلس وزراء الحكومة اليمنية، ليأخذنا في رحلة نبحر بها عبر المستقبل، يصف فيها حال اليمن الذي سيغدو عليه في المسقبل القريب بعد انتهاء الانقلاب وانتصار القوات اليمنية المساندة للحكومة الشرعية بدعم من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

وفي الجزء الأول من لقاء “ماب نيوز” مع السكرتير الصحفي لحكومة اليمن، اطلعنا فيه على مجريات الأوضاع في معركة استرداد واستعادة يمن العروبة ودور التحالف العربي في دحر الإرهاب، وفي الجزء الثاني نصطحبكم في رحلة أخرى من تاريخ اليمن ولكن هذه المرة لن يكون الإبحار في الماضي بل ستكون وجهتنا معكم إلى المستقبل.

 

– ما مصير قادة الانقلاب بعد انتصار القوات الشرعية؟

لن يقبل الشعب اليمني بأن يكون هناك أي مصالحة سياسية أو عفوًا بعد اليوم لمن تسبب بهذه الحرب وبخاصة قادة الانقلاب الذين سيتم محاكمتهم على الفور بعد أن دخلت الحرب كل بيت يمني مخلفة ما بين قتيل ومصاب وأيتام وأرامل، وحال هروبهم سيحرص الشعب اليمني على تتبعهم بالقنوات الجنائية الدولية الشرعية.

 

– وماذا عن مصير الرئيس المخلوع؟

باعتقادي أن علي عبدالله صالح ضيع من بين يديه فرصة تاريخية بالتحالف مع الشيطان الحوثي الإيراني، وكانت أمامه فرصة المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية التي كانت تضمن له خروج مشرف وتبادل سلمي للسلطة، فاعتقد أن نهايته ستكون شبيهة بنهاية الديكتاتور الليبي السابق، معمر القذافي، والذي قتل بأيدي الثوار.

 

– ما الدور الذي اضطلعت به المنظمات الأممية الدولية الإغاثية والإنسانية في اليمن؟

في هذا الصدد لا يمكن سوى ألا نشيد بجهود مركز الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للأعمال الإنسانية، والهلال الأحمر الإماراتي والهلال الأحمر القطري والهلال الأحمر الكويتي ولجنة الاغاثة الكويتية، الذين قاموا بجهود غير عادية في كافة المناطق المتضررة باليمن، صحيح أنه كان هناك دور لمنظامت دولية أخرى كمنظمة الصحة العالمية إلا أن دورها ومساعداتها وما قدمته كان محدودًا ومقيدًا، لأن معظم أنشطتها كان مُركزًا في صنعاء وهذا أثر على أداء عملها وقيامها بواجبها الإنساني والإغاثي

 

– هل هناك أي تعهدات دولية تقدم بها أي دولة أو منظمة أو هيئة إغاثية دولية حول إعادة إعمار المناطق اليمنية المتضرر جراء الحرب؟

نعم هناك دولا كبري وفي مدمتها المملكة العربية السعودية التي أعلنت استعدادها دفع 10 مليار دولار تم رصدهم لإعادة إعمار المناطق والمحافظات المحررة المتضررة جراء الحرب وتقديم مشاريع استراتيجية، كما أن لدينا وعود وتعهدات من إخوتنا العرب وتلقينا كذلك وعود من الأمم المتحدة بدعم إعادة إعمار اليمن ولكن أكثرها كانت إلى ما بعد أن تضع الحرب أوزارها والحكومة اليمنية تحتاج إلى كل المساعدات الدولية الممكنة لبدء إعادة الإعمار في المناطق المحررة.

 

– وهل هناك أي وعود من مصر للمشاركة في إعادة إعمار اليمن؟

الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في لقاءه الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس وزراء اليمن، أكد أن مصر هي في مصافي الدول الملتزمة بإعادة إعمار اليمن، وبالفعل قدمت لنا القاهرة جهود داعمة كبيرة بما فيها قيام السلطات الأمنية بتدريب عد من عناصر رجال ضباط الأمن اليمنيين، كما قدمت مساعدات طبية وإغاثية كثيرة منذ بدء الأزمة اليمنية.

 

– بلغة الأرقام ما هي الخسائر الاقتصادية التي تسبب بها الانقلابيون للاقتصاد اليمني؟

من الصعب جدا بل يكاد يكون من المستحيل أن نحدد –قبل انتهاء الحرب- الأرقام الحقيقية والفعلية، ولكن حجم الخسائر الذي تسببت به الانتهاكات الحوثية كبير جدًا، فاليمن تقريبًا بحاجة ما لا يقل عن 100 مليار دولار وعشرات السنين لإعادة إعماره واجتثاث كافة الصور والنتائج التي خلفها الانقلاب والمترتبة على الدمار الذي قام به الحوثيون، فالحرب كارثية والأوضاع تكاد تكون شبه تدميرية في المحافظات التي تشهد مواجهات عسكرية، وليس من المستغرب أن يصل الأمر بالسياسات النقدية الهوجاء التي اتبعها الحوثي ألا يكون قادرًا على صرف المرتبات.

 

-وماذا عن مساعي وجهود الحكومة اليمنية الشرعية لحل أزمة الرواتب حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين؟

تمكنت الحكومة اليمنية الشرعية بالفعل من إرسال المرتبات إلى صنعاء، ولكن يجب على ميلشيا الانقلاب أن ترسل مستندات وقوائم الإيرادات، ونحن نعلم أنهم قاموا بجمع 581 مليار ريال إيرادات محلية، لذلك عليهم إرسال الإيرادات للبنك المركزي- عدن، ونحن على أتم الاستعداد بصرف كل الرواتب بما فيها المناطق التي تحت سطيرتهم لأن ذلك يندرج ضمن مسئوليتنا تجاه شعبنا، والحكومة من منطلق مسئوليتها أمام الله –عزوجل- وأمام شعبها قامت بإرسال المرتبات على القوائم القديمة ولكن إذا استمررنا في ذلك بصرف الرواتب دون تسلم الايرادات فهذا يعني أننا قضينا على الريال اليمني، كما أننا قمنا بإرسال المتربات لصنعاء اعتمادًا علشى كشوف الإيرادات القديمة في 2015.

 

-هل هناك دراسة تصور معين عملت عليه الحكومة منذ بدء عاصفة الحزم وحتى الآن يعد بمثابة خريطة تحرك وعمل لإصلاح الأوضاع في اليمن ما بعد إنهاء الانقلاب؟

نعم لدينا وثيقة مخرجات الحوار الوطني والتي نتمسك فيها وأبدًا بإجماع الشعب اليمني والتي ستحل كل المشاكل فهي تضمن التساوي والتقاسم العادل في الثروة والسلطة وقسمت كل شيء، لذلك لا نحتاج إلى خطط استراتيجية طويلة الأمد بل نحتاج لتنفيذ مخرجات وثيقة الحوار الوطني، هذه هي الخطة التي تنوي الحكومة السير عليها فور دخول والسيطرة على صنعاء واستعادة كافة مرافق الدولة سلمًا أو حربًا.

 

– باعتقادكم.. ما هي أهم الملفات التي ستكون بمواجهة الحكومة اليمنية عقب إنهاء الانقلاب؟

الصحة والاقتصاد وإعادة الإعمار كلها ملفات شائكة كبيرة ستكون على طاولة الحكومة طوال الوقت إلا أنه وباعتقادي أن الحكومة اليمنية ستولى اهتمامًا كبيرًا فوق العادة بملف التربية والتعليم، فمنذ بدء الأزمة أراد الانقلابيون “حوثنة” الدولة، فبدأو من القاعدة بغزو عقل الطالب اليمني وقاموا بتغيير المناهج الدراسية، كما قاموا بتغيير قاعدة بيانات كاملة لموظفي الدولة، وعلى الرغم من فشلهم في مساعيهم إلا أنه سيكون من المهم جدًا إزالة أثار الحوثي الإدارية بالتزامن مع محو أثار الانقلاب النفسية والذهنية والعلمية بالنسبة للطالب.

 

– كيف ترى الحكومة اليمنية التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الجمهوري دونالد ترامب.. بخاصة أن أولى قراراته عقب دخوله البيت الأبيض كانت بإدراج اليمن ضمن الدول التي منع رعاياها من الدخول للأراضي الأمريكية لمدة 90 يومًا؟

نحن في الحكومة اليمنية الشرعية بعدن لدينا علاقات قوية جدًا وروابط موطدة وقنوات اتصال دولية شرعية مع الإدارة الأمريكية ومراكز صنع القرار السياسي في العاصمة الأمريكية –واشنطن دي سي-، فضلًا عن دورها الهام والكبير ودعمها في محاربة الانقلاب وعناصر تنظيم “القاعدة” المتطرف المنتشرة بالجنوب، والقرار الذي اتخذ يعرب عن قلق زائد غير مجدي باتخاذه لكن على دراسة وتقهم كامل بالمجريات والأسباب التي أدت لاتخاذه، وليس أمريكا فقط هي من سلكت هذا الدرب بل هناك دول كثيرة شددت إجراءات دخول اليمنيين وهو ما رفع من معاناة الشعب اليمني، إلا ن هذا الوضع سيتغير كثيرًا عندما ندخل صنعاء.

 

-هل يمكن القول بأن أمريكا أدركت أخيرًا مدى خطورة الاوضاع باليمن خاصة بعد مهاجمة ميلشيا الانقلاب لقطع بحرية حربية أمريكية أواخر العام الماضي وكذلك التحركات الإيرانية في محيط المياه الدولية لمضيق هرمز ومضيق باب المندب؟

الولايات المتحدة الأمريكية، تدرك منذ أول لحظة وليس مؤخرًا، مدى خطورة الأوضاع باليمن وكذلك التحركات الإيرانية، في نطاق الخليج العربي ومضيق باب المندب، إلا أن الإدارة الأمريكية السابقة أرادت أن تفعل إنجاز على حساب الشعب اليمني وهي خارطة جون كيري –وزير خارجية الولايات المتحدة السابق-، وإيجاد حل سياسي للازمة دون معاقبة الانقلابيين، وواشنطن على يقين أن تحركات إيران تشكل تهديدًا على أمن المنطقة وخطر أقليمي ودولي ككل، لذلك أتوقع أن يكون موقف الإدارة الحالية مختلفًا تمامًا عن سابقتها.

 

-ختامًا.. ماذا تقول لجنود القوات العربية التي تحارب كتفًا بكتف مع قوات الجيش اليمني الشرعية لاستعادة استقرار اليمن؟

الحندي العربي الذي جاء لليمن والذين أريقت دماؤهم وامتزجت بدماء الشعب والقوات المسلحة اليمنية الشرعية وكذلك الذين صمدوا في ميدان المعركة في موقف تاريخي ستتذكره أجيالنا القادمة وستدرس في الجامعات بطولات هؤلاء الجنود الذين دافعو عن عروبة الجمهورية اليمنية وأن تبقى موحدة وراياتها العربية مرفوعة وخفاضة في ميادين الشرف والقتال، وكلمة شكر واحدة لن تكفيهم حقهم وهم اليوم يشاركون الشعب اليمني في كل شئ.

 

-ما الرسالة التي يمكن أن توجهها باسم الحكومة اليمنية للحكومة بلاد خادم الحرمين الشريفين؟

الكلمات والمعاني والشكر بكل لغات العالم وبكافة معانيها وصورها قليل إلى حكومة الأخ خادم الحرمين الشريفين، الملك سبمان عبد العزيز آل سعود –حفظه وايده الله-ك، ملك الحزم والعزم، الذي صنع بقراراته الحيكمة بمساندة الشعب اليمني ولافتاته الإنسانية الكريمة، تاريخ مشرق ومشرف، فيعد أن أسس خادم الحرمين الشريفين تحالف عربي في وقت قياسي واستراتيجي تلاه بعد ذلك بعدة أشهر بتحالف إسلامي.

فالمملكة العربية اسعودية تحت راية خادم الحرمين الشريفين هي الواجهة العربية والإسلامية والقبلة التي يلجأ إليها كل اليمنيين والعرب والمسلمين، ولا ينكر سوى جاحد الخير والذي قدمته مملكة الإنسانية والخير على مدار تاريخها للدول العربية ولكل دول العالم، ونوجه أسمى كلمات ومعان الشكر للململكة العربية السعودية ملكًا وولي العهد وولي ولي عهده وشعبًا الذي وقف إلى جانب إخوته اليمنيين.

المصدر: ماب نيوز – باسم محمد.

شاهد أيضاً

تحذير أممي من إفشال الحوثيين لجهود السلام.. تفاصيل جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن.

  أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الخميس، عن قلقهم إزاء تدهور الوضع الإنساني في ...