الأهمية الصحية لوجبة الإفطار

تختلف عادات الناس ونظراتهم لأهمية تناول وجبة الإفطار باختلاف البيئة التي نشأوا فيها وتأثرهم بها، فبينما تجد سكان الأرياف ينظرون إلى وجبة الإفطار على أساس أنها أهم وجبة غذائية على مدار اليوم، باعتبار أنها تعطيهم الطاقة الكاملة لتساعدهم على إنجاز الأعمال الشاقة وغيرها، ويتناولونها في الصباح الباكر، تجد في المقابل اهتمام أقل لدى سكان المدن، واعتمادهم على الوجبات الخفيفة والسريعة، وما لها من تبعات ضارة ومتعددة، إضافة إلى تناولهم لها في أوقات متأخرة جدا.

وبالتطرق للفوائد الصحية لوجبة الإفطار، فإنها توفر ما يصل إلى ٢٠% من حاجة الجسم اليومية للطاقة، وتحتوي على مجموعة متنوعة من المغذيات الدقيقة الأساسية، ولاسيما تلك التي تلبي متطلبات الصحة العامة كالكالسيوم والحديد والبوتاسيوم وفيتامين د وحمض الفوليك والألياف الغذائية 11. والأطفال الذين يتناولون وجبة الفطور يحصلون على جرعات كافية من الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم وحمض الفوسفور وفيتامين د والألياف بالمقارنة مع الذي لا يتناولون وجبة الفطور.

تشكل الحبوب مصدراً للألياف الغذائية، ويجب أن يكون التركيز على الحبوب الكاملة والحبوب التي تعتمد على النخالة التي توفر على الأقل ٣ جرام/١٠٠ جرام من الألياف 18. على سبيل المثال، استهلاك حبوب الإفطار المجهزة أثبتت أنها تضيف كمية كبيرة من الجرعات اللازمة يومياً من عناصر الحديد وفيتامين د وحمض الفوليك والفيتامين ب١ و ب٢ و ب٣. وتعتبر منتجات الألبان من المصادر المهمة للكالسيوم والفيتامين د. وتعد الفواكه والخضار من العناصر الغنية بالفيتامين أ و ج وحمض الفوليك والألياف 18. ويجب أن تكون المواد الغذائية والمشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والصوديوم محدودة بسبب تأثيرها السلبي على الصحة عند الاستهلاك بشكل زائد.

الإفطار وفقدان الوزن:

عدم تناول وجبة الإفطار هو أمراً شائعاً عند الكثير من الأشخاص ممن يفكرون في اتباع استراتيجية لفقد الوزن، وهذا اعتقاد خاطئ، فجسد الإنسان مبرمج ويتوقع الحصول على غذائه بضعة أوقات في اليوم الواحد، وعند إغفال إحدى هذه الوجبات فإن الشخص سيشعر بالجوع الشديد مما يجعله يقبل على الطعام بنهم بالغ، ويفرط في تناوله وخاصة في وجبة الغذاء باعتبارها الوجبة التالية لوجبة الإفطار.

ويشير خبراء التغذية إلى أن الإفطار يجعل عملية التمثيل الغذائي في الجسد في حالة عمل دائم وبإغفال الوجبات يقع الإنسان في خطر “المجاعة”، وعلى الرغم من أن المجاعة بجسم الإنسان لا تحدث إلا بعد مرور من ثلاثة إلى أربعة أيام، إلا أن الأشخاص الحريصون على تناول وجبة الإفطار، تكون اختياراتهم من الأطعمة صحية بالدرجة الأولى.