الثلاثاء , أبريل 23 2024 الساعة 14 41
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / شؤون محلية / ونستغرب انهيار العملة!!

ونستغرب انهيار العملة!!

 

عبير بدر:

ما الذي كنا نتوقعه ونحن نعبر نفق الملشنة والانقلاب وتأسيس تمازيات اجتماعية على أسس مذهبية شالاً ومناطقية جنوباً؟

ما الذي كنا ننتظره منذ أول ريال سقط امام الدولار؟ بسبب الفوضى المفتعلة بعد تحرير محافظات الجنوب او قبلها حين تم افراغ المركزي في صنعاء من احتياطه من العملة الصعبة لصالح المجهود الحربي؟

ما الذي كنا نأمله من تصفيقنا كافراد وجماعات للمغامرات الفوضوية التي قادتها ونظمتها جموع مسلحة هنا وهناك على امتداد الجغرافية الوطنية، سواء على مستوى المواجهات العسكرية او التعدي على المؤسسات الخدمية؟

وعند النظر لمعاناة اليمنيين لا يمكن الغفران للغطاء اللوجستي الذي كان يمكن منحه للحكومة الشرعية وتعزيز قوة الدولة، ولكن تم منحه لكيان ميليشياوي آخر في الجنوب.. فماذا عساه أن ينتج ذلك؟

بالطبع لا يمكن تبرئة الشرعية من شراكتها في مآلات الوضع برمته، لكن ما يبرر لها ذلك هو ضعفها جراء الأزمات الداخلية المتلاحقة، والطموحات المناطقية غير المشروعة للحيلولة دون كيان الدولة، ومماطلة الخارج في ضبط مسار قوى أجنبية غير بريئة لا تتعمد إضعاف الشرعية بل إضعاف الدولة اليمنية ككل.

ونأتي اليوم نستنكر لماذا انهارت العملة؟! انهارت لأننا نستحق ذلك، انهارت لان ذلك نتيجة عادلة لما صنعناه بأيدينا.

لنأخذ هذه حقيقة التي يؤكدها العلم السياسي بنظرياته وتجاربه التاريخية، ستنهار العملة في اليمن أكثر، وسيموت اليمني أكثر، وسيشرد على طول وعرض البسيطة أكثر، وستغدو اليمن جنوباً قبل الشمال عبارة عن جماعات متناحرة لا يأمن فيها أخٌ أخاه على نفسه وعرضه وماله.

وعندما نستيقض، بعد عمرٍ طويل كما تبدي المؤشرات، ونقرر الاعتراف بجريمتنا في استمراء إضعاف الدولة، ومشاركتنا -شعباً قبل القيادات- في الانهيار، وتحملنا -الداخل قبل الخارج- المسؤولية بضمير واعٍ، سنحتاج جهود وصبر وتقشف أجيال لترميم هذا الخراب، فالبناء دائماً أعلى كلفة من الهدم، حينها فقط ربما يمكن وقف انهيار قيمة اليمني وعملته.

شاهد أيضاً

مسام” ينتزع 857 لغماً خلال الأسبوع الثالث من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية.

    انتزع مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من ...