الجمعة , أبريل 26 2024 الساعة 01 57
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / شؤون محلية / غارت جوية كغثاء السيل .. ضرها أكثر من نفعها !!  

غارت جوية كغثاء السيل .. ضرها أكثر من نفعها !!  

بقلم /إيهاب الشرفي:

 

مليشيا الحوثي تقصف المدن السعودية وتهدد الإماراتية وتدك اليمنية ، فتنطلق مقاتلات التحالف العربي ، تخترق السحاب و تحرق السماء وتغرق الأرض بدخان أسود قاتم لونه لا يسر العابثين ، تملئ الأرض بنيران السماء و تهز الجبال والوديان بغارات مكثفة لا تسمن ولا تغني من جوع ، سوى مزيدا من الفوضى و الكثير من الثكالى والأرامل ، ومضيعة للوقت و الجهد المبذول في سبيل إعادة الشرعية إلى صنعاء والتي طال إنتظارها .

وبعد ما يقارب من أربعة أعوام على إنطلاق عاصفة الحزم في اليمن واستمرار الأعمال العسكرية والإستراتيجية والحسابات السياسية ، ماتزال هناك طيران ال f15 و ال f16 و الميراج وغيرها من امبراطوريات السماء ، حيث معقل الحوثيين في صعدة تشن نحو 36 غارة و مثلها في الجوف والبيضاء ، و50 غارة في الحديدة وحجة ، و غارات اخرى في صنعاء و الضالع وأبين و ريمة وتعز وعمران و المحويت و مأرب و إب ، وغيرها من المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة مليشيا الإنقلاب الحوثية ، لكنها غثاء كغثاء السيل ، لا تحقق هدفا ولا تصل إلى غاية ، ولم توقف الأعمال العدائية ضد المملكة و دول الخليج ، أو توقف تهديد المليشيا في مضيق باب المندب ، كما هو الحال بالصواريخ البالستية و الطيران المسير ، ومخازن السلاح والإمداد .

في الحقيقة ليست العبرة بكثرة الغارات الجوية وما أكثرها ، بل بمدى تحقيقها لأهداف عسكرية ذات قيمة إستراتيجية ، تشل من حرية الحركة للمليشيا وتحد من قدراتها العسكرية وتحقق الغاية الجمعية من الطلعة الجوية ؛؛ و إذا لم تكن كل تلك الغارات الجوية مبنية على معلومات دقيقة وتستهدف أهداف عسكرية وذات قيمة جوهرية للمليشيا ، فليس من الضرورة بمكان ان تتحرك أسراب الطائرات وتنفذ غارات عبثية لا جدوى منها ، سوى مزيدا من الضحايا المدنيين ، و تراكمات من الرصيد العسكري المظلم لدى سجلات المجتمع الدولي ، والقوائم السوداء و الحمراء  التي سيتم استخدامها لاحقا للإبتزاز السياسي والإقتصادية و ورقة ضغط خطيرة لتنفيذ اجندات وأهداف خبيثة لقوى دولية مختلفة يدركها أرباب السياسة في دول التحالف أكثر مني .

لا ينبغي باي حال من الأحوال أن تكون الطلعات الجوية والغارات العبثية ، نتيجة لردة فعل مبالغ فيه ، على مناوشات عسكرية تقوم بها مليشيات الحوثي ، الغرض منها جمع المزيد من الأخطاء العسكرية و إستخدامها ذريعة للضغط السياسي لدى المجتمع الدولي ، لأنه وغالبا ما يكون لتلك الغارات الناتجة عن ردة فعل عسكرية متسرعة مبنية على توقعات أو معلومات غير مؤكدة وغير دقيقة ، نتائج عكسية أو سلبية على المدنيين و الأبرياء ، وغالبا ما يكون ضرها أكثر من نفعها ، على الصعيد السياسي والعسكري والمدني .

ولست الحصيف هنا منفردا ، سوى اني نقلت ما شاهدته و عشته طوال الأعوام الثلاثة الماضية ، و ما يحتمه عليا واجبي الإنساني والأخلاقي والمهني ، في التحذير من مثل هكذا أخطاء جسيمة ، ندفع ثمنها جميعا ، و لا تقدم سوى الحجج و الذرائع لمليشيا الموت والدمار والعمالة الإيرانية ، كما أنها قد تعمل على إبطاء الحسم العسكري في اليمن والذي من شأنه إخضاع تلك المليشيا الانقلابية للسلطة الشرعية والحضن العربي

شاهد أيضاً

الوزير بحيبح يبحث تدخلات صندوق الأمم المتحدة للسكان في القطاع الصحي.

  بحث وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، اليوم، بالعاصمة الموقتة عدن، مع ممثلة ...