السبت , أبريل 20 2024 الساعة 14 10
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / شؤون محلية / لماذا فشــلت الثــورة الســوريــة والى أيــن تسيــر؟

لماذا فشــلت الثــورة الســوريــة والى أيــن تسيــر؟

كتابات / يـاسيــن عـــِْزالــديــن
لا شك أن الهجوم الأخير
للنظام على درعا وسعيه للحسم العسكري في كامل سوريا، يشير إلى ضربة قاصمة للثورة السورية

حيث لم يتبقى للثورة السورية إلا أدلب وشمالي حلب، وهي المناطق التي تتمتع بحماية الجيش التركي، ومناطق صغيرة خارجها سيعمل النظام على السيطرة عليها كما فعل في درعا والغوطة وحلب

ما الذي أوصل الثورة السورية إلى هذا الحال بعد أن كان النظام قاب قوسين أو أدنى من السقوط في العام 2013م؟

أولًا:
التوجه الإقصائي، والذي بدأ منذ انطلاق الثورة من خلال تبني الخطاب الطائفي، مما حصر الثورة بالطائفة السنية، ثم جاءت السلفية الجهادية وأقصت كل ما هو خارجها، ولتأتي جبهة النصرة وداعش لتقصي الجميع

كان يجب أن تسعى الثورة لتمثيل أوسع طيف ممكن حتى تستطيع تفتيت النظام السوري وضربه من الداخل، لكن تضييق دائرة الثورة مرة تلو الأخرى أضعف وتيرة الانشقاق عن النظام

ثــانيـــــًا:
الرهان على القوى الخارجية، فرغم الحاجة للدعم الخارجي إلا أن الخطأ القاتل كان الارتهان لهذه القوى والتعويل المبالغ عليها، بالأخص الرهان على السعودية التي كانت أسوأ حليف ممكن للثورة السورية.

ثـــالثــــــًا:
بعد دخول الجيش الروسي بكل قوة في الحرب، وسقوط حلب، كان يجب التوجه نحو حرب العصابات، فلم يعد ممكنًا مواجهة النظام وروسيا من خلال الحرب التقليدية.

إلا أن الثوار تمسكوا بالحرب التقليدية وسقطت مناطقهم الواحدة تلو الأخرى، ولم يستطيعوا مواجهة الطيران الروسي، ولم يغيروا في استراتيجيتهم القتالية

▫ويمكــن تلخيــص الــوضــع الحــالــي بــالآتـــي:
1- سيطرة روسية مطبقة على أغلب سوريا، والمضحك المبكي أن روسيا مقبولة على الطرفين: النظام والثوار، وبدلًا من محاربة الاحتلال الروسي نرى أن هنالك من يعتبره “أهون” من الاحتلال الإيراني.

2- النظام يسعى للسيطرة على جميع المناطق لكن سيصطدم بمناطق السيطرة التركية في الشمال والأمريكية في الشرق، وليس واضحًا كيف ستسير الأمور فيها.

3- هنالك احتمال ضئيل جدًا بأن يقبل النظام الدخول في مصالحة سياسية مع المعارضة، فطبيعة هذا النظام تأبى الإصلاح.

لا شك أن الثورة السورية بشكلها الذي عرفناه في طريقها للانتهاء، لكن إصرار النظام على أخطائه وجرائمه، سيبقي أسباب اندلاع الثورة موجودة

ربما تشكل مناطق الشمالي السوري التي تحميها تركيا، منطلقًا مستقبليًا من أجل تجديد الثورة، لكنها لن تنجح إن اعتمدت على الخيار العسكري فقط

يجــب أن تعيــد الثــورة انتــاج نفسهــا م̷ـــِْن خــلال بعــديــن أســاسييــن:
الأول:
تبني خطاب جامع يوحد الشعب السوري وراء مطلب محدد وهو أن تعود السيادة للشعب، وليس لطائفة ولا قوى احتلال أجنبي.

الثـــانـــــي:
الاعتماد على قاعدتها الشعبية داخل مناطق النظام السوري، فهذه قوة كامنة لم تستخدم بالشكل الكافي في السنوات الأخيرة،

وللأسف كان هنالك تشجيع على الخروج من المناطق التي يحتلها النظام (مثل حلب والغوطة ودرعا) والتوجه نحو أدلب، وهذا يخنق الثورة ولا يعطيها مجال للحركة.

شاهد أيضاً

نزوح 7 أسر يمنية من محافظات خاضعة للحوثيين إلى مأرب الأسبوع المنصرم.

  أظهرت بيانات تتبع النزوح في اليمن نزوح 7 أسر يمنية الأسبوع الماضي من مناطق ...