الخميس , أبريل 25 2024 الساعة 23 21
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / تفخيخ التعليم في مناطق الانقلابيين.. قنبلة موقوتة تهدد المجتمع اليمني ومحيطه العربي” تقرير خاص “

تفخيخ التعليم في مناطق الانقلابيين.. قنبلة موقوتة تهدد المجتمع اليمني ومحيطه العربي” تقرير خاص “

.الوطن تيوز”خاص”

 

جماعة الحوثي الانقلابية التي اشتهرت بزراعة الألغام في مناطق النزاع وخلفت آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء ما بين قتيل وجريح ومعاق عن الحركة، اتجهت صوب تلغيم العملية التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ففي نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي عمِل الحوثيون على تعيين شقيق زعيم الحوثيين يحيى الحوثي على رأس وزارة التربية والتعليم في حكومة أسميت بحكومة “الإنقاذ”، المشكّلة مناصفة بينهم وحزب علي عبدالله صالح, مما اعتبره مراقبون إصرار الجماعة على تلغيم فكر الأجيال اليمنية.

 

اليوم وبعد إضراب دام لقرابة شهرين، يعود المعلمون إلى ممارسة وظيفتهم في المدارس الحكومية الواقعة في مناطق سيطرة الانقلابيين بعد وعود “يبدو أنها عرقوبية” منحتها لهم حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا، لكنهم يعودون وطائفية المليشيا على رؤوسهم بعد أن لغمت المليشيا الحوثية التعليم بأفكار وممارسات وتعديلات طائفية.

 

الشروع في الجريمة

 

ما إن تم تعيين يحيى الحوثي في نوفمبر العام الماضي وزيرا للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها حتى شرع في مهمته المقدسة, كما تدعي جماعته, في تغيير المناهج, إذ ذكرت صحيفة 26 سبتمبر والتابعة للانقلاب, الصادرة في 29 ديسمبر 2016م أنّ تصحيح المناهج الدراسية والتربوية الحالية واجب ديني ووطني وضرورة ملحة, وقالت إنّ خلفية التعليم جاءت وفق منهجية تدميرية وعبث وهابي مؤدلج, حسب تعبيرها, وأشارت بأنه “علينا أن نضع نصب أعيننا رؤية السعي لتصحيح ثقافتنا وتاريخنا”.

 

وبعد يومين فقط من تعيين الحوثي وزيرا للتربية والتعليم قام الحوثي بتشكيل لجنة خاصة بمكتب التربية بمدينة ذمار برئاسة المدعو عبد الكريم الحبسي مشرف الحوثيين بتربية ذمار هدفها مصادرة الكتب السنية من مكتبات مدارس المدينة.

 

ولم يتمالك الحوثيون أنفسهم ولم تسعفهم أحقادهم للإحجام عن أفكارهم وأهدافهم الطائفية، بل أفصحوا عنها فور تعيين الحوثي على رأس التربية والتعليم في حكومة الانقلاب؛ فهذا فارس أبو بارعة (قيادي حوثي) علق بعد ساعات من إعلان  الحوثي وزيراً للتربية والتعليم قائلاً:  “أكيد أبو هريرة وابن تيمية والزنداني سوف يهربون من المناهج المدرسية بعد إعلان السيد الحوثي وزيراً للتربية والتعليم”.

 

وكان موظفون في وزارة التربية والتعليم في صنعاء, كشفوا أن مشرفي الجماعة في الوزارة بدأوا في إقامة دورات سرية لبعض المعلمين ممن تم اختيارهم على أسس وانتماءات طائفية، وتستمر كل دورة لمدة عشرة أيام يتم العمل فيها بسرية تامة, لتدريبهم على تأليف مناهج جديدة, تنسجم مع مخططهم في تدمير عقول الناشئة وجعلها ملكاً لهم وتحت زمامهم.

 

كما أقدم الحوثيون على طرد معلمين رفضوا الاستجابة لمطالبهم بفرض مواد وملازم خاصة لتدريسها الطلاب, تحت بند التثقيف الديني.

 

قتل مباشر

أحد مدرسي مدينة ذمار أشار أنه حدثت خلال الفترة الماضية حالات رفض طلابي كبير لإجراءات تعسفية من قبل المليشيات, في محاولة فرضها على المدارس ملازم ودروس تخص جماعتهم مثل ترديد شعار “الصرخة” في الطابور الصباحي في المدارس, إضافة إلى إقامة بعض الفعاليات المساندة لهم, وتسببت بحوادث صدام مباشر بين الطلاب والمعلمين من جهة والمليشيات من جهة أخرى،  انتهت إحدى تلك الحوادث بقتل طالب في مدرسة تقع في مديرية الحدأ, كما قتل معلم في جبل الشرق لرفضه محاولات فرض الحوثيون  لفكرهم الدخيل بالقوة.

خطر يهدد الأجيال

في تصريحات صحفية لوزير التربية والتعليم في الحكومة الشرعية الدكتور عبدالله لملس أكد إن الانقلابيين يحاولون إدخال تعديلات على الصفحات وليس المناهج بشكل كامل، معتبرا أن إجراء تعديلات على الصفحات مسألة أخطر من تعديل المنهج الذي يتطلب تعديله فترة طويلة وجهداً كبيراً.

مواطنون ومسؤولون يمنيون يتخوفون أيضاً من تغيير المناهج, بعضهم ينتمي للمذهب الزيدي, وينحدرون من محافظات شمالية.. قالوا: إن الحوثيين, ينشرون الإثنى عشرية, التي هي بعيدة, عن مذهبهم الفقهي, الذي لا يتعارض مع مذاهب سنية أخرى, توجد في اليمن, وقد وجد تناغماً نوعاً ما في الفترات الماضية, وعلى العكس لا يدرك بعض آخر الخطر المحدق بالأجيال من تكريس الطائفية والانقسام بين أطياف الشعب الواحد.

 

ورأى الكاتب والصحفي والمحلل السياسي اليمني الدكتور محمد جميح أن إعطاء وزارة التربية والتعليم لشخص بهذه العقلية (في إشارة ليحيى الحوثي) يدل على أن القائمين على الأمر في صنعاء لم تعد تهمهم العملية التعليمية في البلاد، ولا حتى البلاد برمتها، وهذا ما يعتبر خطرا يهدد الأجيال في اليمن مالم يتم تفاديه.

 

تغيير للتاريخ

علي البخيتي, الناشط السياسي (كان مقرباً من الجماعة) أوضح أن الحوثيين يريدون تغيير المناهج وفقاً لعصبيتهم السلالية ونظرية ولاية البطنين وخزعبلات ولاية الأمر وأكاذيبهم حول الغدير.

 

وقال البخيتي في منشور على صفحته في التواصل الاجتماعي (فيسبوك) “يريدون تغيير التاريخ ليزيفوا وعي المواطن تجاه أنظمة الكهنوت السابقة, إضافة إلى أنهم يريدون تزييف واقعنا وتاريخنا الحالي وتحويل انقلابهم الى ثورة.

 

تفخيخ جيل

 

من جهته كشف المركز اليمني للدراسات والإعلام التربوي عن توجه للحوثيين نحو تعديل مقررات مدارس التربية والتعليم في اليمن، و”تفخيخها بأجندات طائفية”، ما ينذر بمخاطر ثقافية وفكرية على الطلاب الدارسين، الذين لا يزال معظمهم في سن الطفولة.

وقال بيان للمركز وزع على وسائل الإعلام إن “الحوثيين يصرون على إعادة تعديل مناهج التعليم المدرسي بالقوة، ولديهم توجهات جديدة في إعداد مناهج جديدة تخدم أجندتهم الطائفية، ما ينبئ بمخاطر تهدد النسيج الاجتماعي، وتعمق الهوة الثقافية والفكرية في البلاد”.

وشدد المركز على ضرورة إبعاد المؤسسات التربوية والتعليمية عن الصراع السياسي، محذراً من إحداث أية تعديلات في مقررات التربية والتعليم, أو في الهيكل الإداري والفني للوزارة من أي طرف كان¸ معتبراً أن تعديل المناهج من قبل الحوثيين في ظل استمرار الحرب قبل العودة إلى حالة الاستقرار السياسي يتجاوز الأبعاد التربوية، بل ينتج “جيلا مفخخا بالأفكار الطائفية والمناطقية لا أكثر”.

خلاصة القول أن مئات الآلاف من الطلاب اليوم يتلقون تعليمهم في مدارس حكومية في مناطق الانقلابيين تم تلغيمها طائفيا من قبل الحوثيين ما ينذر بتحويل أجيال بأكملها إلى قنبلة موقوتة تهدد المجتمع اليمني وبل ومحيطه العربي بكارثة فكرية عقائدية تملك إيران تفجيرها بأي وقت شاءت إن لم يتم اجتثاث خيوطها ونزع فتيلها من الآن.

شاهد أيضاً

وزير الدفاع يعقد اجتماعا مرئيا مع قائد عملية إسبيدس

      عقد وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري اجتماعا مع قائد عملية أسبيدس ...