الجمعة , مارس 29 2024 الساعة 15 21
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / شؤون محلية / المخلافي: متمسكون بالسلام القائم على المرجعيات الثلاث والانقلابيون مستمرون في المراوغة والمتاجرة بمعاناة الناس

المخلافي: متمسكون بالسلام القائم على المرجعيات الثلاث والانقلابيون مستمرون في المراوغة والمتاجرة بمعاناة الناس

أكدت الجمهورية اليمنية إنها ما زالت متمسكة بالحل السلمي القائم على المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا وإقليميا ودوليا وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2216 الذي أصدر مجلس الأمن ..

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي في كلمة اليمن التي ألقاها اليوم الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة الإحاطة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط (اليمن) : أن الحكومة اليمنية مستعدة لتقديم كل التنازلات مهما كانت صعوبتها من أجل السلام العادل والمستدام الذي يستحقه الشعب اليمني العظيم، مضيفاً : لقد قبلنا كل المقترحات التي قدمها المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد وسنظل منفتحين على كل الإفكار والمقترحات، لكن في المقابل على هذا المجلس ومن خلفه المجتمع الدولي أن يضغط على الطرف الانقلابي من أجل القبول بهذه المقترحات والذهاب بنوايا صادقة وعقول منفتحة للسلام الى طاولة المشاورات، مؤكداً أن هذه المشاركة ماهي إلا تأكيداً لقناعاتنا الراسخة في الحكومة اليمنية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بأن الحل الأنسب والأنجح لما تواجهه اليمن من أوضاع إنسانية وصحية غاية في الخطورة والتعقيد بعد مرور قرابة العامين والنصف من الانقلاب الدموي الذي قادته مليشيا الحوثي بالتحالف مع الرئيس السابق وبدعم من إيران هو الحل السلمي القائم على المرجعيات الثلاث التي أجمع عليها اليمنيون، بما فيهم العناصر التي انقلبت على الدولة لاحقاً، ودعمها المجتمع الدولي ومجلسكم الموقر هذا.

كما أكد المخلافي استمرار الحكومة في دعمها لجهود المبعوث الخاص للأمين العام الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد وتأييدها للمقترحات والأفكار الأخيرة التي طرحها المبعوث على فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والمتمثلة بترتيبات انسحاب المليشيا من محافظة الحديدة في ضوء مشاورات السلام في الكويت العام الماضي وكذا تشكيل لجنة فنية من الخبراء الماليين والاقتصاديين لمساعدة الحكومة في إيجاد آلية مناسبة وعاجلة لدفع مرتبات الموظفين في الجهاز الاداري للدولة والتعامل مع الايرادات في مناطق سيطرة الانقلابيين بهدف توفير السيولة اللازمة لتغطية هذه النفقات والتي وللأسف مازال تحالف الحوثي-صالح يقابلها بالرفض.

مؤكداً أنه ما كان يمكن لهذه العصابة أن تستمر في رفض كل مقترحات السلام وترفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية لولا الدعم المادي والعسكري واللوجيستي المستمر من قبل إيران، لافتاً إلى أنه بفضل الدعم والأسلحة الإيرانية التي يتم تهريبها لهذه المليشيا الانقلابية أصبحت تشكل تهديداً خطيراً لجيرانها في المملكة العربية السعودية عبر استهدافها بالصواريخ الباليستية وعلى الملاحة والممرات الدولية في البحر الأحمر عبر مهاجمتها للسفن التجارية والعابرة وزرع الألغام البحرية المهددة لأمن وسلامة الملاحة الدولية والإقليمية ..

وذكر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أنه مايزال عدد المعتقلين والمخفيين في سجون الحوثيين يزداد يوما بعد يوم من دون ان يرفع المجتمع الدولي صوته للدفاع عن هذه الحقوق الانسانية المنتهكة، وتتضاعف هذه المعاناة لأن هناك من وراء المعتقلين عائلات وأطفال يعانون نتيجة عدم معرفة مصير أبنائهم وذويهم وغياب الأب والأخ والمعيل فيما يواصل الضمير الانساني الصمت الرهيب حيال هذه القضية، مضيفاً، لقد ظلت أيدينا ومازالت وستستمر ممدودة للسلام المستدام الذي ينشده اليمنيون لأننا لم نكن يوما دعاة حرب ولكنها فرضت علينا من قبل هذه العصابة المتمردة على الشرعية الدستورية وعلى الشرعية الدولية،وذهبنا الى مشاورات السلام في جنيف وفي بييل بنوايا صادقة وآمال عريضة بتحقيق السلام في اليمن التي كانت تلقب يوما بالعربية السعيدة ورغم عدم تنفيذ الانقلابيين لإجراءات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في بييل، الا أننا ذهبنا الى الكويت وأمضينا هناك 115 يوماً رغبة في السلام ولأننا حكومة مسؤولة عن هذا الشعب من صعدة وحتى المهرة، لكن وللأسف كان حضور ومشاركة الانقلابيين في كل هذه الجولات عبارة عن مناورة ومراوغة في مخططهم الاجرامي لتدمير اليمن والاعتداء على الدول المجاورة ضمن مخطط تقوده ايران لنشر التوتر وزعزعة الاستقرار في المنطقة ومحاولة لكسب الوقت لمواصلة انتشار مليشيا الموت والدمار التابعة لهم ..

واستطرد وزير الخارجية : لقد أصبحت اليمن بسبب هذه المليشيا الانقلابية المجرمة عنوانا رئيسيا لمثلث الموت والفقر والمرض وهو نفس المثلث الذي عانت منه اليمن ابان حكم الإمامة المستبد وهو الحكم الذي تحاول هذه العصابة اعادته الى اليمن، لكن شعبنا قد لفظ الاستبداد والكهنوت الى الأبد”..متسائلاً هل يمكن أن تقبل أوروبا والعالم المتحضر اليوم أن تعود الى عصور الظلام والحق الألهي في الحكم؟ بالتأكيد لن يقبل أحد وبالمثل لن يقبل اليمنيون أن تحكمهم قلة تدعي الحق الإلهي كما تدعي هذه العصابة الانقلابية التي أتت من وراء التأريخ، موضحاً أن كل محاولة للانفراد أو الاقصاء أو سيطرة أقلية أو طائفة على السلطة والثروة في اليمن، وهو ماتسعى اليه هذه المليشيا الانقلابية، ستفشل مهما طال الزمن ،وأن المتاجرة بمعاناة الناس جريمة وايجاد الحلول الجادة والحقيقية والشاملة وبمعيار واحد وانفتاح على كل الأفكار هي الخطوة الشجاعة التي ينتظرها شعبنا، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي حققت فيه الحكومة الكثير من جهود اعادة الاعمار وتحسين الخدمات والأمن في المناطق المحررة بدعم ومساندة الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، مازالت المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين تعاني من القهر والمجاعة وانتشار وباء الكوليرا وليس ذلك بسبب نقص في المواد الغذائية المتوفرة في الأسواق وإنما بسبب توقف المليشيات عن دفع رواتب موظفي الدولة منذ عشرة أشهر ونهب الأموال من البنك المركزي في صنعاء والمتاجرة بالوقود والمساعدات الانسانية في السوق السوداء الأمر الذي يجني منه الانقلابيون مليارات الدولارات بينما يتضور ملايين اليمنيين جوعاً ويموتون بسبب الأمراض القابلة للعلاج ..

كما شدد وزير الخارجية أن الحكومة اليمنية كانت ومازالت منفتحة على كل المقترحات التي قدمها المبعوث الخاص الى اليمن لأنها تؤمن بالسلام ولم تختر الحرب لكن الانقلابيين يرفضون كل هذه المقترحات الأمر الذي يجعل الصراع مستعص على الحل والسبب بسيط، فأخطر صفات الحرب أنها أصبحت مربحة الى حد كبير لهذه المليشيا، ففي الوقت الذي يتضور فيه الشعب في مناطق سيطرة المليشيات من الجوع، يجني أمراء الحرب الحوثيين المليارات فكيف لهم أن يقبلوا السلام ويتخلوا عن هذه الأموال الطائلة الملوثة بدماء اليمنيين، مؤكداً أن الحكومة اليمنية برئاسة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة الوضع الانساني المتدهور وتفشي وباء الكوليرا في كافة المناطق اليمنية وبشكل خاص المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون..

كما ثمن الوزير عالياً دعم ومساعدة الدول والمنظمات المانحة في تمويل خطة الاستجابة الانسانية لليمن للعام 2017م، قائلاً : يستطيع الانقلابيون أن يحصلوا على السلام مع كل فئات الشعب اليمني إن التزموا بكل استحقاقات السلام ومتطلباته، لكن لايجب ان يحصلوا على مكافئة لجرائمهم، الا أن هذه المليشيا ضربت عرض الحائط بكل الخيارات السلمية وكل التضحيات والتنازلات التي قدمها الرئيس هادي من أجل عدم الدخول في أتون حرب عبثية يكون الخاسر الأول والأخير فيها هو شعبنا اليمني العظيم ..

وأشار المخلافي إلى أنه برغم ذلك فإننا سنظل نمد يدنا للحل السلمي العادل والشامل الذي يقوم على المرجعيات ويؤسس لسلام حقيقي لا يفضي لجولات حروب عبثية قادمة ولايقبل بالابتزاز ولا يكافئ الانقلابيين والارهابيين والعصابات على انتهاك سيادات الدول الوطنية، مشيراً إلى البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الموقر في 9 أغسطس حول خطر المجاعة في كل من اليمن والصومال وجنوب السودان وشمال شرق نيجيريا والذي أدان أطرافأً معينة والتي فشلت في ضمان الوصول المستمر وغير المقيد لمساعدات الغذاء الضرورية والمساعدات الانسانية الأخرى..لافتاً الى ان مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ماتزال منذ أكثر من عامين ونصف تحاصر مدينة تعز الباسلة وتمنع دخول المساعدات الانسانية والطبية والمواد الغذائية وتقصف المدينة ليل نهار، معرباً عن تقديره للمناشدات الدولية بفتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات ورغم كل المخاوف والمخاطر الأمنية المتعلقة بالمطار وتشغيله من قبل مليشيا المتمردين..

كما أعلن المخلافي استعداد الحكومة للموافقة على فتح مطار صنعاء في حال قبلت المليشيا ترك موضوع ادارته للموظفين الرسميين التابعين للدولة وتحت اشراف الأمم المتحدة ،إلا أننا في الوقت نفسه نستغرب الا نسمع أية مناشدة أو تأنيب للضمير الانساني على الحصار الجائر على مدينة تعز من قبل هذه المليشيا..مشيراً الى ان سكان تعز يشعرون بأن المجتمع الدولي يكيل بمكياليين، مناشدا المجتمع الدولي زيادة الاهتمام وتقديم المساعدة..

كما لفت المخلافي إلى أنه وحتى اللحظة لم يتم تمويل سوى 44 بالمائة فقط من الخطة رغم أننا أصبحنا في النصف الثاني من العام..مهيباً بالدول التي تعهدت في مؤتمر جنيف بالاسراع لسداد التزاماتها للامم المتحدة حتى تتمكن من القيام بالتزاماتها الانسانية في اليمن، معبراً عن شكر الحكومة اليمنية وتقديرها للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والدول المانحة ومركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية ومنظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي والمنظمات الاغاثية في الدول الشقيقة ومنها دولة الامارات العربية المتحدة ودولة الكويت على الدعم والمساعدة المستمرة لمواجهة تداعيات الوضع الانساني وانتشار مرض الكوليرا في اليمن.

وأضاف الوزير : إننا على يقين راسخ بأن المعالجة الحقيقية والمستدامة للأوضاع في اليمن تكمن في معالجة جذور الأزمة من خلال انهاء اسباب الانقلاب على الدولة وعلى التوافق السياسي الوطني وعودة الشرعية ومؤسسات الدولة وتطبيع الحياة عبر عملية السلام التي تنهي اختطاف الدولة من قبل مليشيا طهران واذرعها الارهابية في المنطقة والضغط على الحوثيين وصالح للعودة الى محادثات السلام والانخراط بصدق واستعداد حقيقي لتقديم التنازلات من أجل اليمن، مضيفاً : إن بقاء هذا المجلس موحداً ويتحدث بصوت واحد هو ماسيجعل فرص الحل السلمي في اليمن أكبر وأسهل وذلك وفقاً لمرجعيات السلام وتطبيقاً للقرارات الدولية التي اتخذها هذا المجلس واحتراماً للقانون الدولي الإنساني، مشيداً بالجهود التي يبذلها مجلس الأمن الموقر، وسفراء مجموعة الـ 18 لتحقيق الأمن و الاستقرار في اليمن..مجدداً الشكر وعميق الامتنان للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبقية دول التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن..

كما عبر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عن سعادته للمشاركة في هذه الجلسة الاستثنائية التي يخصصها مجلس الأمن الدولي الموقر لمناقشة الأوضاع السياسية والإنسانية في البلاد ..

شاهد أيضاً

وزير الصحة يؤكد على أهمية الدور التوعوي للتعريف بمخاطر التدخين

  أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم محمد بحيبح على أهمية الدور التوعوي للتعريف ...